كانوا متوجسين من "الوافدين الجدد" على قريتهم، إذ يعلمون أنهم لم يأتوا حبا فيهم، وإنما طمعا في معرفة تفاصيل واقعة هزت الرأي العام الوطني، تتعلق ب"فيديو" محاولة اغتصاب تلميذة من طرف شاب بجماعة بوشان. رغم براءتهم، أجمع التلاميذ على أن ما جرى لزميلتهم خولة، ذات ال17 ربيعا، يعد عملا شنيعا ولا يمت بصلة للأخلاق، مطالبين بمعاقبة الجاني. تلاميذ يصرخون: أنقذونا أمام المركب التربوي المندمج ببوشان، كان التلاميذ يتحدثون في ما بينهم عن "الفيديو" الذي صار حديث كل لسان داخل المغرب وخارجه. لم يخف هؤلاء استغرابهم من العمل الذي تعرضت له التلميذة خولة، مؤكدين أنه لا يمكن أن يصدر عن إنسان، بل عن "حيوان مفترس". تقول إحدى التلميذات في حديث لهسبريس: "ما جرى أمر مفاجئ لنا، ونطالب بمعاقبة هؤلاء، وتوفير وسائل لحماية الفتيات أمام المدرسة، إذ يضطررن إلى البقاء أمامها دون حماية". الخوف من أن تنال إحداهن المصير ذاته يوما ما، خاصة أن بوشان قرية نائية، جعل هذه التلميذة تصرخ: "صرنا نخاف أن يتكرر الأمر، فنحن عرضة لهذا في كل وقت، خاصة أن الطرق غير معبدة، ولا إنارة فيها". تلميذة أخرى تورد في حديث للجريدة أن باقي الفتيات ستصبحن بعد هذه الواقعة ممنوعات من ولوج المدارس، مضيفة: "كانوا يمنعوننا من الذهاب إلى المدرسة قبل هذه الواقعة، واليوم سنصير معرضات للمنع أكثر". أما أحد التلاميذ فلم يجد ما يصف به هذه الواقعة سوى القول إنها "طريقة حيوانية، ولا علاقة لها بالبشر"، مضيفا أن هذا الأمر يطرح سؤال غياب الأمن بالمنطقة. جمعويون ينددون إذا كان التلاميذ قد نددوا بالواقعة، فإن مدير المركب التربوي المندمج اعتبر أن إقدام الشاب على محاولة اغتصاب التلميذة "فعل شنيع لا تربوي". وأضاف عبد المجيد بوكروان، مدير المركز، في تصريح للجريدة: "المقترف عديم الأخلاق، ويمكن أن نعتبر أنه وصل مرحلة الحيوانية". ولفت المتحدث نفسه إلى أنه وباقي الأطر التربوية بالمركز صدموا صدمة كبيرة جدا، معبرين عن استنكارهم هذا التصرف الشنيع. من جهته أكد خالد ساجد، رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية بوشان التأهيلية، أنه توصل بشريط من بعض الشباب، وبعد تمحيصه تبين له أن الأمر يتعلق بتلميذة تدرس بالسنة الثالثة إعدادي بالمركب التربوي المندمج لبوشان. وأضاف رئيس الجمعية في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه توجه صوب مقر الدرك الملكي ببوشان، وقام بالتبليغ عن "الفيديو"، مؤكدا أن "السلطات لم تكن تعتقد أن الأمر يتعلق بالمنطقة، إلا أن التحريات أظهرت ذلك، ليتم التحرك صوب المعني بالأمر واعتقاله". واستنكر رئيس الجمعية الحادث، واصفا إياه بالشنيع، وداعيا ضمن تصريحه إلى القيام بحملات تحسيسية وسط المؤسسات التعليمية. أما محمد طانطاوي، فاعل حقوقي بالرحامنة، فاستنكر الواقعة بدوره، مطالبا بضرورة إنزال العقوبة على كل من يرتكب مثل هذه التصرفات اللاانسانية. لكن الفاعل الحقوقي عاد ليؤكد أن الأمر يتعلق بالظروف الاجتماعية للمنطقة، والتي لا تتوفر على أبسط ظروف العيش، محملا المسؤولية للدولة بسبب تردي التعليم. أب الضحية..أنصفوا ابنتي كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف من ليلة الأربعاء/الخميس، حين حلت سيارة تابعة للدرك الملكي، وهي تقل الفتاة خولة رفقة والدتها وفتاتين مع أولياء أمورهما. لم يكن أقارب الفتيات الثلاث يرغبون في الحديث، إذ غادروا مسرعين صوب منازلهم، فيما غادرت سيارة الدرك الملكي مسرعة. والد الفتاة الضحية تحدث إلى جريدة هسبريس، مؤكدا أن زوجته التي رافقت البنت لساعات من البحث بمراكش وابن جرير تشعر بالتعب، واعدا بحديثها إلينا في فرصة مناسبة. وأكد مصطفى لكعيشي، والد الفتاة الضحية، في تصريح سابق للجريدة، أنه لاحظ، رفقة زوجته، تغيّر سلوك ابنتهما طيلة الشهرين الماضيين؛ "إذ أضحت تعاني من أعراض عدة، كالامتناع عن الأكل والشرب، والإحساس بالإعياء، وكثرة التفكير، كما أنها لم تعد تجالس أفراد الأسرة كما كانت من قبل". وأضاف المتحدث ذاته أن أسرته "لم تكن على علم بالحادث إلى أن حضر قائد الدرك الملكي بالمركز الترابي بوشان، وأخبرها بما وقع وأطلعها على الشريط الذي صور لابنتها لحظة محاولة اغتصابها"، مطالبا في الوقت ذاته القضاء بإنصافه وابنته، وخاتما تصريحه بالقول: "لو لم نكن في دولة القانون لقمت بأخذ حق ابنتي بيدي".