على غرار الدورتين السّابقتين، خصّص قفطان مازغان جزءا مهما من مداخيل هذه التظاهرة لتجهيز مركز للتكوين في مجال الخياطة وتصميم الأزياء بمدينة أزمور. مركز "الأيادي البيضاء للتأهيل والتكوين"، الذي افتتحته سفيرة قفطان مازغان في دورته السّابعة، الفنانة دنيا باطما، يهدف إلى تعليم نساء المدينة خياطة اللباس التقليدي والتطريز على أيدي خبيرات في هذا الميدان، تُوضح رئيسة الجمعية غريبة الجوهري. ونوهت باطما بمبادرة "الأيادي البيضاء"، التي قالت إنها "تدعم الصناعة التقليدية المغربية، وتشغل اليد العاملة النسائية"، مُبرزةً أنّ حضورها بفعاليات المهرجان مجاني من أجل دعم مبادرات تكوين النساء في الصناعة التقليدية. وقالت الجوهري، التي تسهر على تنظيم هذه التظاهرة، إن اختيار دنيا باطمة نابع من تألقها بالزي التقليدي المغربي، الذي جعلها محط أنظار العديد من الجماهير المغربية والعربية، التي عشقت ذوقها وحرصها على التعريف بهذا الزي. وتابعت: "دنيا لم تتردد في التعبير عن حبها لبلدها المغرب، سواء عبر غنائها باللهجة المغربية أو ارتدائها القفطان المغربي في معظم حفلاتها، وفي المهرجانات التي تحييها". وأبْرزت الجوهري ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ مركز أزمور يُعد الثالث من نوعه بعد مركزي مولاي بن عبد الله والفقيه بنصالح، من أجل مُساعدة المرأة على إعالة نفسها وأسرتها، وانخراطها في سوق العمل، والنهوض بأوضاعها. وأضافت أن "المركز يعتمد في بادئ الأمر على إفادة الملتحقات بالمركز بالدروس النظرية، تليها الدروس التطبيقية، وفور انتهاء مدة التعلم يتم تنظيم معرض للمستفيدات، وتوزع عليهن الشهادات". ومن بين الورشات التكوينية التي تستفيد منها نساء أزمور، تقول المستفيدة سمية الشنتاف، "صناعة الدرازة والفولار والجلابة التقليدية"، مضيفة أنّ "الإقبال على الصناعة التقليدية لم يعد مقتصراً على الأجانب فقط، بل أصبحت تجد إقبالا كبيراً من طرف المغاربة". وأوضحت أن "الصانع التقليدي لا يدخر جهداً في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي". من جهتها، قالت حياة الكاس، وهي الأخرى من المستفيدات، إنّ ورشات التكوين مكّنت العديد من النساء من الإبداع في تأثيث بيوتهن، وتقاسم المسؤولية المادية مع أزواجهن". وتابعت قائلة: "بفضل هذه الورشات تمكنت من تعلم الفصالة والخياطة، واستطعت بمجهود بسيط التوفيق بين أعمال البيت والتكوين".