مثل النقيب السابق للمحامين محمد زيان، اليوم الجمعة، لأول مرة أمام المحكمة بدون بذلته السوداء، إذ حضر كمتهم في قضية تهم "التبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها". وحضر النقيب السابق ووزير حقوق الإنسان السابق للمثول أمام القاضي بالمحكمة الزجرية بعين السبع بالدارالبيضاء، مرفوقا بالعشرات من المحامين الذين قرروا مؤازرته في هذا الملف. وقرر القاضي بالقاعة رقم 2 بالمحكمة الابتدائية، بناء على طلب هيئة الدفاع، تأجيل الملف إلى غاية يوم 27 أبريل المقبل، وذلك من أجل إعداد الدفاع. وسجل العشرات من المحامين من مختلف الهيئات المهنية، من الدارالبيضاء، والرباط، والقنيطرة ومراكش وغيرها، نيابتهم عن النقيب محمد زيان. ورفض النقيب محمد زيان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الحديث عن أطوار محاكمته ومتابعته في هذه القضية، مرجعا ذلك إلى كونه يحترم القضاء. وأردف النقيب زيان في حديثه للجريدة: "كمتهم لا يجوز لي حسب القيم وحسب مبادئ حقوق الإنسان الإدلاء بأي تصريح، حتى لا يقال إني أحاول التأثير على القضاء عن طريق الصحافة والرأي العام؛ وهذا فيه احترام لاستقلالية القضاء". وتابع المتهم، الأمين العام للحزب الليبرالي: "لا يمكنني التعبير عما يخالجني والحديث عن الملف لأن الأخلاق والتمدن يمنعاني من ذلك في ما يخص ملفي بالتحديد. وإذا قلت شيئا ستتم متابعتي بمحاولة التأثير على القضاء، لكن ثقتي في القضاء كبيرة". واعتبر زيان، المرفوق بعشرات المحامين، أن مثوله اليوم أمام المحكمة أمر عاد، وزاد: "كلنا سواسية أمام القضاء. اليوم حضر وزير سابق لحقوق الإنسان، وغدا رئيس الحكومة أو مستشار لجلالة الملك". من جهته، أكد المحامي عبد الفتاح زهراش، عن هيئة المحامين بالرباط، للجريدة، أن هذه الجلسة عرفت تنصيب عدة محامين من مختلف الهيئات، رغم تواجد نقيب المحامين بالرباط وآخرين في مدينة الناظور، حيث يعقد مؤتمر جمعية هيئة المحامين بالمغرب. وأوضح المحامي زهراش أن المحامين التمسوا مهملة للدفاع والاطلاع على الملف، لاسيما أن هناك تنصيبات من مختلف الهيئات. وأردف دفاع المتهم زيان بأن هذه المتابعة للنقيب السابق "ليست أمرا سهلا على جسم المحاماة، لاسيما أنه يتابع فيها نقيب سابق وزميل آخر بممارسة مهمتهم في الدفاع عن موكليهم"، مشيرا إلى أن الجلسة المقبلة "لا شك أنها ستعرف بسط كل الدفوع من حيث الشكل والجوهر". أما المحامية بشرى برجال، البرلمانية السابقة عن حزب الاتحاد الدستوري، فأوضحت أن مؤازرة النقيب السابق زيان "رسالة مهنية"، وزادت: "ارتأينا مؤازرة النقيب من أجل الانتصار للمهنة وهيبتها. وهذه بادرة من أجل مستقبل المهنة". وأردفت المحامية برجال: "حضور المحامين اليوم دفاع عن الزميلين، ودفاع عن أنفسنا والبذلة وجسم المحاماة". يشار إلى أن محمد زيان مثل اليوم أمام المحكمة؛ وذلك بناء على شكاية حركتها النيابة العامة إثر حديثه عن كون ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف الذي ينوب عنه بمحكمة الاستئناف، أخبره بأنه تلقى مكالمة هاتفية من طرف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، قصد "التآمر ضد الملك"؛ وهو الأمر الذي نفاه المتهم ناصر حينها بالمحكمة، حين أورد في ورقة قدمها لرئيس الجلسة علي الطرشي: "لا علاقة لي بمحتوى التصريحات التي نسبها إليّ المحامي إسحاق شارية، والمتعلقة بتحريض إلياس العماري للمتظاهرين في الحسيمة".