أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن عقارين يستخدمان لعلاج سرطان الثدي وهشاشة العظام، يمكن أن يبطئان تطور النوع الأكثر شيوعًا من ضمور العضلات المعروف ب"الحثل العضلي". الدراسة أجراها باحثون بمركز كارولينا الطبي في الولاياتالمتحدة، ونشروا نتائجها في دورية (American Journal of Pathology) العلمية. وأجرى فريق البحث دراسته على الفئران المصابة بالحثل العضلي لاختبار فاعلية عقاري "تاموكسيفين" Tamoxifen، الذي يستخدم لعلاج سرطان الثدي وعقار "رتالوكسيفين" Raloxifene الذي يستخدم للوقاية والعلاج من هشاشة العظام.والحثل العضلي هو مرض وراثي ناتج عن طفرة في الجين المسؤول عن إنتاج بروتين يسمى "الديستروفين"، الذي يساعد في الحفاظ على سلامة الخلايا العضلية. وكشف الباحثون أن هذا الخلل الوراثي يؤدي لإنتاج بروتين غير وظيفي وغير فعّال، وبالتالي يؤدي إلي خسارة تدريجية للعضلات والقوة العضلية عند المصابين بهذا المرض. وبجانب تأثيره على العضلات، يمكن أن يؤدي هذا المرض إلي الإصابة باعتلال أو فشل عضلة القلب، نتيجة لتليف بعض أنسجة القلب الدقيقة، وهذه الحالة المرضية تهدد حياة المريض.وخلال الدراسة الجديدة، أعطى الباحثون الفئران عقاري "تاموكسيفين" "رتالوكسيفين" للحد من تطور أعراض مرض الحثل العضلي. وأثبتت الدراسة أن نهج العلاج الجديد، الذي يعتمد على هذين العقارين، يحسن بشكل كبير وظائف عضلة القلب والتنفس والهيكل العظمي، ويزيد من كثافة العظام في كل من ذكور وإناث الفئران الذين يعانون من المرض. ووجد الباحثون أيضًا العديد من المؤشرات على أن العقارين يؤخران أو يوقفان تطور المرض في غضون شهر واحد من تلقى العلاج، مقارنة مع الفئران التي تلقت دواءً وهميًا. وقال الباحثون إن النهج الجديد من العلاج الذي يعتمد على هذين العقارين يخفف من تلف العضلات ويعزز وظائف كل من عضلات التنفس وهي العضلات التي تساعد في عمليتي الشهيق والزفير، بالإضافة إلى عضلات القلب وعضلات الأطراف التي تتأثر عادة بمرض الحثل العضلي.