أدانت غرفة الجنايات باستئنافية فاس، مغرب اليوم الاثنين، الفرنسي مولا روبريطو (58 سنة)، الذي كان يتابع في حالة اعتقال بتهمة الاعتداء الجنسي على أربع طفلات، تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و14 سنة، بثمان سنوات سجنا نافذة وأدائه تعويضا قدره ثلاثون ألف درهم لإحدى ضحاياه، فيما تمت تبرئة صاحب ورشة للخياطة، جرى إيقاف السائح الأجنبي داخلها متلبسا بالاعتداء على ضحاياه، من تهمة إعداد محل للدعارة. وفي تعليقها على هذا الحكم، اعتبرت خديجة حجوبي، رئيسة جمعية قافلة النور للتنمية الاجتماعية بفاس، التي انتصبت جمعيتها طرفا مطالبا بالحق المدني في هذه القضية، منطوق هذا الحكم "بالخطوة الإيجابية لإنصاف الضحايا"، مبرزة أن جمعيتها "تابعت عدة ملفات سابقة لاغتصاب أطفال، صدرت فيها أحكام أقل تشددا". وأوردت حجوبي، في تصريح لهسبريس، عقب صدور هذا الحكم، أنه سيتم استئناف الحكم الابتدائي، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى تشديد العقوبة أكثر في حق ما أصبح يعرف ب"بيدوفيل فاس"، وموضحة أن الطفلات الثلاث الأخريات لم يحكم لفائدتهن بالتعويض نظرا لعدم استيفاء الإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الصدد. إلى ذلك، تعود تفاصيل هذه القضية إلى بداية شهر يناير الماضي، حين جرى اقتياد "البيدوفيل" الفرنسي من قبل عناصر الشرطة السياحية من داخل ورشة للخياطة بحي المخفية بمنطقة الرصيف بالمدينة العتيقة لفاس، والتي حاصره مواطنون داخلها، بينما كان مختليا بضحاياه، إلى حين حضور العناصر الأمنية. وقد أفضى تعميق البحث في هذه القضية إلى اكتشاف حقائق مثيرة هزت الرأي العام بمدينة فاس، بعد أن تبين أن السائح الفرنسي دأب على اغتصاب ضحاياه بطرق شاذة؛ من بينها تخديرهن واستعمال قضيب بلاستيكي في إيحاءات جنسية خلال الاعتداء الجنسي عليهن. وكان قاضي التحقيق باستئنافية فاس قد أودع المتهم سجن بوركايز وتابعه في حالة اعتقال لأجل "التغرير بقاصرات، وهتك عرضهن بدون عنف، واستعمال أدوات جنسية، وحيازة المخدرات، وتسهيل استعمالها على القاصرين".