يقولون في الأمثال من جاور السعيد يسعد واليوم يُقال من جاور الآسيوي يُعمّرّ! لا شك أن اليوم يتصدّر بلدان آسيويان هما اليابان وسنغافورة قائمة البلدان التي يُعمّر أهلها ويعيشون عمرا مديدا ويعود السبب في ذلك بالدرجة الأولى إلى النظام الغذائي والتمارين الرياضية التي يواظب عليها سكان هذين البلدين ومؤخرا انتقلت عدوى العمر الطويل إلى المقاطعة الكندية الجميلة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي وتوّجت مدينة ريشموند Richmond القريبة من فانكوفر ثالث أكبر مدينة كندية، المدينة التي يعيش أهلها أطول عمر بين سائر المدن الكندية. ويعود الفضل في تسجيل ريشموند الأرقام القياسية في الأعمار الطويلة إلى أهلها من أصول آسيوية بشكل خاص الذين يُعدون نصف سكانها فما هو سرّهم في العمر المديد يا ترى؟ ونأخذ مثال الكندي الصيني واي فونغ يوان Wei Foung-Yuan من سكان مدينة ريشموند الذي يبلغ اليوم 98 عاما وهو يخرج في كل صباح من بيته لممارسة رياضة التاي تشي وهي من الفنون القتالية القديمة في آسيا ليتوّجه بعدها إلى ملاقاة أصدقائه في أحد المراكز التجارية القريبة حيث يتناول معهم قهوة الصباح ويقول هذا المعمّر الكندي: مفتاح العمر المديد هو أن نظل بنشاطنا وأن نكون اجتماعيين نتواصل مع الآخر وأن نكون سعداء! هذه هي الوصفة السحرية البسيطة التي يسديها أحد أبناء ريشموند في مقابلة معه أجرتها هيئة الإذاعة الكندية. المواطن في ريشموند واي فونغ يوان يأتي في كل صباح إلى هذا المركز التجاري لتمارين التاي تشي حقوق الصورة: هيئة الإذاعة الكندية/Laurent Martin ويقول المتقاعد الكندي-الصيني جون لاو John Lao بأنه اختار ريشموند للعيش فيها بسبب اسلوب الحياة فيها والتفاعل بين أبنائها وهو يمضي أربع ساعات على الأقل يوميا في لعب كرة الطاولة Ping-Pong في ملحق ريشموند الأولمبي الذي تم بناؤه خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي شهدتها مدينة فانكوفر في العام 2010 ويتابع هذا المتقاعد الكندي ابن ال 66 عاما قائلا: لدي مئات الأصدقاء هنا وأنا أعيش أسعد سنين عمري! تقول أستاذة الصحة العامة في جامعة تورنتو لورا روزيلا Laura Rosella عن أسباب طول العمر: لا يجب الإنعزال بل العيش مع أفراد مجتمعنا عندما نكبر ونشيخ، فهذا ضروري جدا للصحة العقلية ويمكن أن يقينا من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر والبدانة. هناك الأغذية الآسيوية أيضا المتوفرة في ريشموند وبفضلها يحافظ المهاجرون الآسيويون على الأطعمة والأطباق الأصلية في بلدانهم الأم يضاف إلى ذلك الطب الصيني. بعض من الطب الصيني التقليدي عادة أخرى حملها معهم سكان ريشموند ولم يفقدوها رغم مرور سنوات عديدة على هجرتهم وهي دمج الطب الغربي مع الطب الصيني التقليدي وفي هذا الإطار نذكر بأن هناك أكثر من 750 اختصاصي في الطب الصيني في فانكوفر وحدها وتقول اللاعبة الأولمبية الكندية السابقة دومينيك فاليه التي امتهنت الطب الصيني في فانكوفر بأن الوقاية هي في قلب الممارسة التقليدية الصينية وعندهم لا شيء متروك للصدفة! تتابعون في هذا التقرير الوصفات لسر العمر المديد عند أبناء مدينة ريشموند ونوجز لكم خمسة أغذية مفيدة لجميع الراغبين في عيش عمر طويل من دون مشاكل صحية.