حذر المحلل النفسي جواد مبروكي من خطورة التوتر والقلق الدائم والتنقيص من قيمة المرأة الذي يطبع العلاقات بين الأزواج، منبها إلى "الآثار الوخيمة لهذه الصور من العنف على نفسية المرأة/الأم من خلال ترسيخ واستبطان صور نمطية جد سلبية". حديث مبروكي جاء خلال مائدة مستديرة نظمتها حركة "قادمون وقادرون-مغرب المستقبل"، بمقر المنظمة الديمقراطية للشغل بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حول موضوع: "العنف القائم على النوع". ونبه المتحدث أيضا في مداخلته إلى الآثار المدمرة للعنف الزوجي على الاستقرار النفسي للأطفال، داعيا إلى "مراجعة النموذج الثقافي التربوي السائد من خلال ترسيخ الاحترام كقيمة أساسية في بناء العلاقات السوية". وفي كلمة تقديمية بالمناسبة، أكد أحمد الحمومي، عضو الهيئة الاستشارية لحركة "قادمون وقادرون" رئيس "الرباط المستقبل"، على السياق الذي يندرج فيه تنظيم المائدة المستديرة المتمثل في المصادقة على مشروع القانون رقم 103-13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء من طرف البرلمان المغربي في ظل تزايد وتيرة العنف بكل أشكاله ضد النساء؛ "مما يستدعي تبني مقاربة مندمجة للظاهرة وتدارس الأبعاد السيكولوجية والاجتماعية والقانونية من أجل المساهمة في إيجاد الحلول الكفيلة بالحد منها"، وفق تعبيره. من جانبها، ركزت الفاعلة النسائية الناشطة الحقوقية عائشة الحيان على تقديم قراءة في مشروع القانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء على ضوء القانون المقارن، وعرضت جملة من المؤاخذات والملاحظات تتمثل أساسا في "غياب مقاربة مندمجة للظاهرة، واستفراد الحكومة بالمشروع في تغييب تام للجمعيات الحقوقية، الشيء الذي نتج عنه إخراج نص قانوني لا يحترم دليل التشريعات الذي تبنته منظمة الأممالمتحدة ولا يضمن الحماية الكافية للنساء ضحايا العنف". المصطفى المريزق، رئيس الحركة، أكد من جهته على المكانة التي تحظى بها قضايا المرأة في مشروع الحركة "التي تعمل على تحقيق الدولة الاجتماعية والعدالة المجالية واللغوية والحقوق الأساسية (التعليم، الصحة، الشغل والسكن)"، داعيا في الآن ذاته إلى "تبني الأفكار التي عبر عنها الخبيران لتأسيس نقاش عمومي بعيدا عن الإيديولوجيات السياسية وعن التنابز الشعبوي، من أجل بناء مغرب المساواة". وأكد المريزق على ضرورة القيام بثورة ثقافية هادئة داخل المؤسسات التربوية والتعليمية والرعاية الاجتماعية، مثمنا "الدور الكبير الذي يلعبه المجتمع المدني في مجال النهوض بحقوق النساء". حري بالذكر أن الندوة عرفت أيضا مشاركة ثلة من قياديي الحركة، وناشطات ونشطاء من حساسيات ومشارب مختلفة.