يتنافس ثمانية مرشحين في الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم بروسيا. والمؤكد فوز الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بها، ويعد المعارض اليكسي نافالني هو الغائب الأبرز عنها. وتظهر استطلاعات الرأي أن بوتين سيحصل على ما بين 60 و70% من أصوات الناخبين الذين يقدر عددهم ب 110 ملايين روسي لهم حق التصويت لاختيار رئيسهم المقبل لست سنوات قادمة. وتؤكد جميع الاستطلاعات أنّ لا أحد من منافسي بوتين سيحصل على 10% من الأصوات. وينافس بوتين من جيل الساسة القدامى المرشح القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي (71 عاما)، وزعيم الحزب الليبرالي يابولكو غريغوري يافلنيسكي (65 عاما)، وكلاهما في العمل السياسي من قبل سقوط الاتحاد السوفييتي. ومن الوجوه الجديدة، المرأة الوحيدة المرشحة، كسينيا سوبتشاك (36 عاما)، التي اقتحمت الساحة السياسية مؤخرا لكنها كانت قريبة منها بسبب جذور عائلتها، وبافل جرودينين (58 عاما)، الذي قدمه الحزب الشيوعي بشكل مفاجئ بدلا من الزعيم المخضرم جينادي زيوغانوف. ويكمل القائمة مرشح شيوعي آخر، هو ماكسيم شورايكين (39 عاما)، ورجل الأعمال بوريس تيتوف (58 عاما)، والقومي سيرجي بابورين (59 عاما)، وثلاثتهم غير معروفين. وباستبعاد بوتين الذي يتصدر سباق الانتخابات بفارق كبير (69.7% وفقا لآخر استطلاع لشبكة VTSIOM و64% وفقا لFOM)، يتنافس جرودينين وزيرونوفسكي على المركز الثاني بما بين 6 و7% من أصوات الناخبين. وكلاهما ينتميان للحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الديمقراطي، على الترتيب، وهما من الأحزاب البرلمانية التي يطلق عليها "معارضة شكلية" لا تتحدى السلطة. وجرودينين هو رجل أعمال معروف يقود شركة زراعية ناجحة في روسيا، اتهم كثيرا بتضخم ثروته وممتلكاته في دول أخرى. منحه آخر استطلاعات الرأي 7.1% و6.5%. أما زيرونوفسكي فيخوض الانتخابات للمرة السادسة، وهو معروف بخطابه العدواني تجاه الغرب، وقال إنه حال فوزه سيشن هجوما وقائيا ضد الولاياتالمتحدة. تمنحه استطلاعات الرأي بين 6.6% و5.6%. وتعد سوبتشاك المرأة الوحيدة والأصغر سنا بين المرشحين، وهي مقدمة برامج تلفزيونية، نجلة عمدة سان بطرسبورج السابق اناتولي سوبتشاك. وتقدم سوبتشاك نفسها على أنها معارضة لبوتين، وتجرأت على القول إن شبه جزيرة القرم غير تابعة لروسيا، وتسعى إلى حصد الأصوات المعارضة وترفض أن تكون جزء من مشروع الكرملين، كما يقول البعض، بالنظر إلى علاقة بوتين بوالدها الذي كان من مُنظريه. منحها أحد استطلاعات الرأي 4%، لكن معظم الاستطلاعات تقول إنها ستحصل على ما يزيد قليلا عن 1%. ولن يصل أحد من باقي المرشحين إلى نسبة واحد بالمائة، ولا حتى الاقتصادي المخضرم يافلينسكي، العقل المدبر للإصلاحات الاقتصادية لجورباتشوف، ولا يوجد لحزبه يابولكو أي تمثيل برلماني. وانتقد هذا السياسي الليبرالي المنتمي ليسار الوسط، في ما يمكن أن تكون آخر محاولاته الانتخابية، سياسة بوتين تجاه أوكرانيا وضم القرم. وبالنظر إلى باقي المرشحين، فتيتوف هو رجل أعمال يقود حزب النمو، وبابورين قومي كان في مجلس الدوما الروسي ضمن حزب "وطن". وأخيرا شورايكين، شيوعي متشدد يعتقد البعض أنه يخوض الانتخابات لتفتيت أصوات جرودينين. ويعد المحامي والمدون المعارض نافالني الغائب الأبرز عن هذه الانتخابات، بعدما حكم القضاء بعدم أهليته لخوض السباق بذريعة وجود سوابق جنائية له في قضية فساد يقول إنه تم اقحامه فيها لدوافع سياسية. ورغم رفض ترشحه، استمر نافالني في حملته على الإنترنت، ونظم بعض المؤتمرات الحاشدة في مدن عدة للتنديد بالفساد في الدوائر الحكومية بروسيا. *إفي