خاض سكان جرادة بعد زوال اليوم الأحد مسيرة إقليمية حاشدة جابت كل شوارع المدينة، إذ انطلق المئات من المتظاهرين من ساحة المنار صوب العيون الشرقية، في إطار البرنامج النضالي المسطر سلفا. مصدر من داخل الحراك أورد في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن المسيرة التي شارك فيها أزيد من عشرة آلاف شخص انطلقت من ساحة المنار ومرت عبر أحياء المسيرة وولاد عمر وحاسي دلال، قصد التوجه مباشرة إلى العيون الشرقية. المتحدث ذاته سجل تواجد إنزال أمني طوق المدينة، والدخول في مناوشات مع السكان من أجل إيقاف بعض قادة الحراك، خصوصا في مناطق المنار وولاد عمر، لكن لحمة المسيرة حالت دون ذلك. وسجل المصدر أن حادثة السير التي اعتقل بسببها أمين مقيلش ومصطفى ادعنين لم تتسبب في أضرار مادية أو بشرية، وزاد: "الأمر يتعلق بانقلاب سيارة في منطقة تشهد مثل تلك الحوادث بسبب رداءة الطقس وضعف البنيات التحتية"، مبديا استغرابه من اعتقال أمين مقيلش "الذي لم يكن في السيارة حينها"، على حد تعبيره. في السياق ذاته، أكد محمد بونيف، رئيس فرغ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجرادة، أنه تأكد رسميا اعتقال شخص ثالث من الحراك اليوم اسمه عزيز بوتشيش، حسب ما أفادت به عائلته؛ فيما جرى نقل كل من أمين مقيلش ومصطفى ادعنين إلى مدينة وجدة. وأضاف بونيف، في تصريح لهسبريس، أن المعتقل الثالث يتابع هو الآخر مع مصطفى ادعنين، الذي كان رفقته أثناء وقوع حادثة سير عند عودتهم إلى مدينة جرادة، بعد نقلهم للمعتقل أمين مقيلش الذي كان يهم بالذهاب إلى العاصمة الرباط، حيث يتابع دراسته. وفي السياق ذاته، من المنتظر أن ينظم السكان غدا الاثنين الذكرى الأربعينية لوفاة "الشهيد عبد الرحمان"، تتبعها إضرابات عامة غدا وبعد غد الثلاثاء، في إطار استكمال البرنامج النضالي الذي وضعه الحراك في وقت سابق، وتضمن مسيرة للنساء في عيد 8 مارس، ومسيرة أخرى تقدمها ذوو الاحتياجات الخاصة. تجدر الإشارة إلى أن حراك جرادة يدخل شهره الرابع دون الوصول إلى صيغة توافقية مع المسؤولين، رغم إرسال الحكومة لوفد وزاري مهم في وقت سابق، لكن السكان "لم يقتنعوا بطبيعة العرض الذي قدمته"، ليستمر بذلك الاحتقان في شوارع جرادة. *صحافي متدرب