أثار فيديو كليب أغنية "بنات الدنيا" لحاتم إيدار، وآخر لأغنية "سيدنا سيدنا" للفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، موجة من الانتقادات والتعليقات السّاخرة والمهينة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن جديد إيدار، الذي تعاون فيه مع عمر بايا في كتابة الكلمات والتلحين، والمخرج نبيل بلحيرش، لا يرقى إلى مستوى ما يعرض حاليا من أغاني من طرف أبناء جيله من الفنانين؛ فيما اعتبر البعض الآخر أن خريج برنامج "سوبر ستار" سعى من خلال توظيفه للشخصيات "الفيسبوكية" المثيرة للجدل "أدومة ونيبا" إلى خلق "البوز" بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، معتبرين ذلك اختيارا ذكيا لتحقيق نسب مشاهدة عالية. وعاب بعض المهتمين بالمجال الفني استعمال الفنان ذاته كلمات خادشة للحياء، متجاوزاً حدود الاحترام المعروفة في التقاليد والعادات المغربية؛ فيما اختار إيدار تعطيل زر الإعجاب والتعليق على فيديو كليب أغنيته "بنات الدنيا" عبر قناته الرّسمية على موقع "يوتوب"، وعدم الرّد على اتصالات الصحافيين. في مقابل ذلك، تعرض الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي لموجة كبيرة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فيديو كليب أغنيته "سيدنا سيدنا"، بسبب رداءة توضيب الفيديو مقارنة مع التطور الحاصل في مجال الإخراج. يذكر أن كليب أغنية "سيدنا سيدنا" المهداة للملك محمد السّادس الثاني في مسيرة الفنان الشعبي الستاتي، على الرغم من أنه انطلق في الغناء منذ سنوات طويلة، علما أن كليبه الأول كان قد أصدره في فبراير الماضي. ورُغم رفض الفنان كريم التدلاوي التعليق على الجدل القائم والانتقادات المُوجهة للفنانين، إلا أنّه اعتبر أنّ هذه الموجة تهدّد الذوق الفنّي للأجيال القادمة، وقال: "الأغنية المغربية ضاعت منها روحها وتراثها الأصيل وفلكورها الجميل.. ما نسمعه اليوم ليست بموسيقى، بل مجرد جراثيم تُهدد الثقافة المغربية بكل معنى". وأبرز التدلاوي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "الأغنية الجديدة لا تتوفر في بنائها النّصي الأدبي والجمالي على مقومات الأغنية المغربية، وذهبت نحو تقليد أعمى أساء إلى الذّوق الفنّي للمغاربة"، مضيفاً: "الفنان يتحمل مسؤولية كبيرة في تهذيب الذوق وإغراق الجمهور في الجمال وليس في البشاعة. وما يقدم اليوم تهريج فقط". وعلّق الفنان المغربي على تأثير فيديو كليب الأغنية بالقول: "الفنان أصبح اليوم يلجأ إلى الإثارة و"الشْطيح" للفت الانتباه، والتفاعل مع العمل أو انتقاده"، مسترسلاً: "على الإعلام أنْ يقوم بانتفاضة تجاه هذه الأعمال، والابتعاد عن بثّها، ومقاطعة هؤلاء الفنانين لمُحاربة الظاهرة وتحقيق التوازن".