دعا الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الجزائري المبعوث الأممي السابق لحل الأزمة السورية، المغرب والجزائر إلى تجاوز الخلافات السياسية وتطوير العلاقات من أجل تحقيق حلم بناء اتحاد المغرب العربي. وأكد الإبراهيمي، الذي شغل منصب وزير خارجية الجزائر خلال تسعينات القرن الماضي، على هامش حضوره حفل توقيع مذكرات رفيقه في درب النضال عبد الرحمان اليوسفي، المعنونة ب"أحاديث في ما جري"، أن "الجزائريين والمغاربة إخوة وأشقاء مهما اختلفنا"، وشدد على أن "الاختلاف لا يمكن له أن ينفي روابط الأخوة مهما كان الأمر، وأن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر". واعترف الدبلوماسي الجزائري بفشل جيله في تحقيق الوحدة العربية، وقال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "علينا أن نعترف بأن جيلي وجيل عبد الرحمان اليوسفي لم يستطع تحقيق هذه الأمنية المشتركة، ولكن هذا لا يعني انتهاء هذا الحلم الذي راودنا منذ الصغر". الإبراهيمي الذي سبق أن دعا المغرب والجزائر إلى فتح الحدود البرية المغلقة بينهما، اعتبر أن "العديد من الأحداث الكبيرة والصغيرة التي تقع اليوم تؤكد أن الشباب في شمال إفريقيا يؤمن بحلم الوحدة العربية". ورغم أن هذا الحلم يبدو بعيداً بسبب موقف بلاده من قضية الصحراء ودعمها القوي لتنظيم البوليساريو، إلا أن الإبراهيمي أكد أن "جيله مصمم، ولو بدا طاعنا في السن، على مواصلة المطالبة بالعمل من أجل تحقيق الأمل لشعوبنا"، داعيا الشباب إلى حمل المشعل والسير قدماً في هذا الاتجاه. من جهة ثانية، خصص الإبراهيمي، في حفل توقيع المذكرات الذي عرف حضورا كثيفا لم تستوعبه قاعات مسرح محمد الخامس بالرباط، حيزا كبيرا من شهادته للعلاقة التي جمعته مع اليوسفي في حركة التحرر والنضال المغاربي. كما عرفت أمسية الاحتفاء بمضامين مذكرات اليوسفي حضور كل من فيليبي غونزاليس، رئيس الوزراء الإسباني الأسبق الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي العمالي، ومحمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى شخصيات مغربية رفيعة، في مقدمتها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ومستشاري الملك محمد السادس، أندري أزولاي وعبد اللطيف المانوني، وأعضاء الحكومة، ورؤساء المؤسسات الدستورية، وزعماء الأحزاب السياسية.