"هي الحياة بكاء كمان مخافة تمزق أوتاره، هي الحياة بين دقيقتين: دقيقة صرخت فيها مصدوما من لغزها المخفي وراء قناع اللا شيء، ودقيقة صرخت فيها أيضا إثر اكتشافك عبثية العدم...فما ينفع الرثاء بعد الفقيد، ولا قوة في حضرة العواصف للوقيد... وداعا صديقي يوسف"، بهذه الكلمات اختار الخماري الصابري نعي صديقه وزميله في فوج "الكرامة" يوسف رياض، الذي عثر عليه أمس جثة هامدة بعدما جرفته المياه نواحي أزيلال بداية الأسبوع. وحسب ما نقلته مصادر إعلامية محلية فإن "يوسف رياض كان يشتغل أستاذا للتعليم الابتدائي بمجموعة مدارس سيدي عزيز فرعية البراقيق، وهو حديث الزواج وأبٌّ لرضيع ومن الأساتذة المتدربين الذين قادوا احتجاجات من أجل التوظيف، كان يهم بالعودة إلى بيته بعد يوم شاق قضاه بين جدران مدرسته، على متن دراجته النارية، قبل أن تحاصره السيول إثر التساقطات المطرية القوية التي شهدتها منطقة أزيلال نهاية الأسبوع ليختفي عن الأنظار". وبعد بحث واسع تمكن أفراد الدرك الملكي من العثور على الأستاذ غارقا بإحدى "الشعاب"، وقاموا بإجراء معاينة الجثة ضمن التحقيق القضائي المفتوح لمعرفة ملابسات الحادث؛ فيما نُقل الجثمان إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي في بني ملال للتشريح الطبي. وقال أحد أصدقاء الأستاذ المتوفى، في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، "لقد خلفت وفاته حزنا عميقا في نفوس زملائه بالعمل، وكان المرحوم يتمتع بخصال حميدة". * صحافي متدرب