في سياق التحضير للقمة السادسة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، المرتقب تنظيمه بالعاصمة بكين شهر شتنبر المقبل، سلط منتدى "أماديوس"، اليوم الثلاثاء بالرباط، الضوء على التعاون الصيني الإفريقي، بحضور ما يقرب 60 خبيراً من الصين وإفريقيا. ويرى مراقبون أن العلاقات الصينية الإفريقية دخلت مرحلة ذهبية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا علاقة بكين المتطورة مع مؤسسة الاتحاد الإفريقي؛ وهو الأمر الذي يراهن عليه المغرب ليصبح بوابة الصين نحو القارة السمراء، بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس في ماي 2016 إلى جمهورية الصين الشعبية، والتي توجت بتوقيع اتفاقيات وشراكات غير مسبوقة مع ثاني أكبر اقتصاديات العالم. إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد "أماديوس"، قال، في تصريح لهسبريس، إن الرباطوبكين لهما رؤية شاملة لجميع القضايا التي تقض مضجع القارة السمراء، خصوصا تلك المتعلقة بالتنمية البشرية ومواضيع الأمن والسياسية. وأضاف أن الهدف من "خلوة الخبراء" هو "تقريب وجهات النظر بين الصينيين والأفارقة، والخروج بتوصيات عملية تكون رهن إشارة القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) التي ستنعقد بالصين على مستوى رؤساء الدول والحكومات". وأورد الفاسي الفهري أن المغرب اليوم يلعب دورا مهما في القارة الإفريقية، حيث يتموقع في المرتبة الثانية كثاني مستثمر إفريقي بعد جنوب إفريقيا، بينما توجد الصين في المرتبة الأولى كأول مستثمر أجنبي في القارة ذاتها. وأبرز المتحدث ذاته في الجلسة الافتتاحية، التي حضرها سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب "لي لي"، وشخصيات إفريقية رفيعة، أن الحكومة الصينية، في إطار تعاونها مع شركائها في القارة، قدمت للمملكة المغربية قرضا بقيمة 300 مليون دولار من بنك الصادرات والواردات الصيني، لتمويل مشاريع الطاقات المتجددة وقطاع الاتصالات. وبفضل إلغاء المغرب للتأشيرة التي كان يشترطها على المواطنين الصينيين لدخول ترابه الوطني، إثر الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لهذا البلد، تمكنت المملكة من استقطاب أزيد من مائة ألف سائح صيني، خلال العام الماضي؛ أي بزيادة فاقت 240 في المائة مقارنة مع سنة 2016. وأفاد رئيس "أماديوس" بأن حصة الصين من المبادلات التجارية المغربية بلغت سنة 2017 نسبة 6.2 في المائة، حسب التقرير الاقتصادي والمالي لسنة 2018، كما بلغت قيمة المبادلات المغربية الصينية ما يربو عن 39.5 مليار درهم. ويُهيمن "التنين الصيني" على غالبية الشركات في عاصمة "البوغاز" طنجة، حيث تبلغ وفقاً لمعطيات وزارة الخارجية الصينية 200 شركة، برقم معاملات يصل إلى مليار دولار، ويمكن ذلك من توفير حوالي مائة ألف منصب شغل. بدوره، أكد السفير الصيني المعتمد لدى المملكة المغربية أن العلاقات الصينية الإفريقية تقوم على "النزاهة والشراكة والبراغماتية"، وأشار إلى أن بلاده تحتفل خلال العام الجاري بالعيد الثامن عشر على مرور الشراكات الثنائية مع القارة السمراء. ولفت المسؤول الصيني إلى أن استراتيجية بلاده في التعاون الإفريقي ترتكز على الصناعة وتطوير وعصرنة الفلاحة وتشجيع التعاونيات والشراكات الصناعية، بالإضافة إلى خدمة قضايا السلام والأمن والصحة العامة والوقاية من الأمراض، والسياحة وبناء شبكة الطيران والطرقات. "لي لي" أورد أنه نظرا لرغبة الدول الإفريقية الأعضاء في "فوكاك"، قررت بلاده عقد قمة خاصة ما بين الطرفين في العاصمة بكين لمناقشة وتقييم هذا التعاون، وتسطير برنامج من أجل البصم على عهد جديد ينشد السلام والاستقرار ويسهم في تطوير التنمية. ودعا السفير ضيوف وخبراء "أماديوس" إلى المساهمة في تقديم مقترحات وحلول لمساعدة قمة "فوكاك" من أجل إعطاء قفزة نوعية في تاريخ التعاون الصيني الإفريقي. يشار إلى أن الجمهورية الصينية تعدّ أكبر شريك تجاري لإفريقيا، وتجاوز حجم استثمارات البلد وتمويلها في افريقيا 100 مليار دولار أمريكي، وتسهم في خلق عددا كبيرا من فرص العمل للبلدان الإفريقية، وتشجيع معدلات النمو الاقتصادي المطرد في إفريقيا.