قال مدير نشر مجلة » جون أفريك » مروان بن يحمد، اليوم الاثنين بمراكش، إن المغرب يشكل مركزا اقتصاديا وماليا مستقرا، اختارته عدة مقاولات صينية كقاعدة لاستثماراتها بالقارة السمراء. وأضاف في تدخل له خلال أشغال الدورة الثانية لمنتدى الصين إفريقيا للاستثمار، التي تنظمها وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، ومجموعة « جون أفريك ميديا »، و »بي. أو. آ. أو بيزنس كونسالتينغ »، يومي 27 و28 نونبر الجاري تحت شعار » فتح فصل جديد من الشراكة الاقتصادية الصينية –الإفريقية »، أن المغرب يضطلع بدور صلة وصل بين افريقيا وأوربا، ويتبنى سياسة إرادية في المجال الصناعي ( السيارات والطيران)، ويشكل نموذجا للبلدان الافريقية. وبخصوص العلاقات الصينية الافريقية، أوضح بن يحمد أن الصين آمنت بالامكانات الافريقية، وهو ما تعكسه المؤشرات الرقمية الهامة، حيث أزيد من عشرة آلاف مقاولة صينية تنشط بهذه القارة، وما يفوق عن 90 في المائة من مناصب الشغل تستفيد منها الساكنة المحلية، كما أن 50 في المائة من السوق الخاصة بالبناء والبنيات التحتية يشرف عليها صينيون، في حين ينتظر أن يناهز حجم المبادلات التجارية بين الصين وافريقيا 400 مليار دولار سنة 2020. وأكد أنه من المنتظر أن تلعب المقاولات الصينية في المستقبل القريب، دورا محوريا في تنمية القطاعات الاستراتيجية الجديدة ( الفلاحة، الأبناك، التأمين، السكن، التكنولوجيا الحديثة، والنقل). ومن جهته، أبرز سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي لي، أن إفريقيا تتوفر على كل الامكانات الطبيعية والبشرية، من اجل تحقيق اقلاعها الاقتصادي، ملاحظا أن الشراكة الصينية الافريقية عرفت تطورا عميقا إذ وصل حجم التبادل الى 149 مليار دولار سنة 2016، وأن الصين أصبحت أول شريك لافريقيا منذ ثماني سنوات على التوالي، والبلد الأكثر إحداثا لمناصب الشغل بالقارة السمراء. وقال إن الصين تلعب دورا مهما في مجال النمو بإفريقيا وفي تحسين ظروف عيش الساكنة، مضيفا أن هذه القوة العالمية الجديدة تبقى مدافعا وداعما ومساهما حقيقيا في خلق الثروة بافريقيا. أما نائب رئيس الصندوق الصيني الافريقي للتنمية وانغ يونغ، فأشار، من جانبه، الى أن هذا الصندوق الصيني أنجز 90 مشروعا بافريقيا بغلاف مالي بلغ 20 مليار دولار، داعيا رجال الأعمال الصينيين الى الاستثمار بالمغرب، البلد الذي يتسم بالاستقرار والذي يستقبل بصدر رحب المستثمرين الصينيين. ويشارك في هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أزيد من 500 شخص من الفاعلين في المجال الاقتصادي من مستوى عال، من الصين وافريقيا . ويشكل هذا المنتدى مناسبة للتطرق للآليات الكفيلة بارساء شراكة اقتصادية صينية افريقية ناجعة، بالاضافة الى تسهيل اللقاءات بين الفاعلين في المجال التجاري والاستثمار بين الطرفين من اجل النهوض بخلق شراكة مستدامة وقوية وذات قيمة مضافة . كما يعتبر هذا الملتقى، الذي يتضمن ندوات ونقاشات بين الفاعلين الصينيين ونظرائهم الأفارقة، فضاء لابراز مدى انخراط الصينماليا في الاقتصاد الإفريقي والبحث عن الحلول الممكنة للانخراط في هذه الدينامية الجديدة الرامية إلى جعل القارة الإفريقية أرضية صناعية حقيقية . ويتناول المشاركون في هذا المنتدى عدة محاور تهم على الخصوص تسريع الاستثمارات، وتشجيع الشراكات في القطاعات الجديدة المحدثة للنمو، وتحفيز الإنتاج المشترك والتموين الصناعي المحلي، وتحديد المصالح المشتركة بين استراتيجيات الصين الاستثمارية والأولويات الاقتصادية لأفريقيا، وإحداث الإطار المالي والقانوني الذي من شأنه تحفيز المبادلات التجارية والنجاحات الصناعية . وموازاة مع ذلك، ستعقد ورشات تطبيقية للوقوف على امكانيات تحقيق التناغم بين السياسات الاقتصادية والحلول العملية الصينية- الإفريقية .