عاد فضاء رأس الماء السياحي والطبيعي بمدينة شفشاون إلى شد الأنظار من جديد، بعدما أسهمت الأمطار التي تساقطت خلال الأسبوع المنصرم في إحياء مصبات هذا النّبع الذي يعد المورد المائي الوحيد بالمدينة. وشكل هذا الفيض الرباني، الذي يغسل القلوب والأحجار والشجر وتتّسع عبره امتدادات الحقول، مساحات من الفرحة على صفحات التواصل الاجتماعي بالمدينة، إيذانا بموسم ربيعي زاهر ومتوهج، وتطلعا إلى موسم فلاحي يتمناه الجميع أن يكون مختلفا.. كما شكل هذا النّبع دائما عنوانا ومقياسا وبوّابة نحو باقي الفصول؛ فبه تستردّ المدينة أنفاسها وتحيا. وتقاطر على المنبع الطبيعي رأس الماء، الذي ازدادت فضاءاته بهجة، عشرات السكان والسياح لأخذ الصور وتوثيق هذه اللحظة التي تحصل من حين إلى آخر عبر سنوات مديدة، احتفالا بدهشة المياه ورسائل الشتاء. ويتذكر أثناء ذلك أبناء المدينة مع الأجيال شهور الأمطار في الماضي، حينما كانت تستغرق شهرا متواصلا أو أكثر من التساقط، وكان الناس يخزّنون المواد الأساسية والكل يعدّ عدته وفق طقوس الحياة البسيطة. لقد كان منبع رأس الماء ولا يزال ذاكرة طبيعية وسمت وجدانات الجميع وطنيا بل ودوليا؛ وهو ما يتطلب المزيد من حماية إرثه وصون هويته وتنظيمه من كل مظاهر العشوائية، باعتباره رمزاً ونبضاً وصورة سياحية نتمنى أن توقّع بخطوات الاهتمام والعناية، لأنها ببساطة تسهم في تسويق الوجه الحضاري للمدينة.