استغل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الاجتماع الذي خصص للتوقيع على ميثاق التحالف الحكومي ليوجه مجموعة من الرسائل حول ما أثير من خلافات داخل مكونات التحالف الحكومي. العثماني قال اليوم الاثنين في الرباط إنه لما تشكلت الحكومة جاءت بناء على برنامج، موردا أن التصريح الحكومي جاء من خلال تشكيل لجنة مشتركة لصياغة البرنامج الحكومي، وذلك ليجد فيه كل حزب بصمته وأن تكون أولويته ضمنه. رئيس الحكومة رد ضمن اللقاء الذي حضره كل الأمناء العامون للأحزاب الستة على ما اعتبر ممهدات لتفكيك الأغلبية بالقول: "التحالف مبنى على برنامج، وخارج البرنامج من الطبيعي أن تكون هناك خلافات لأننا ستة أحزاب وليس حزب واحد". وفِي هذا الصدد زاد العثماني: "وجهات النظر تكون مختلفة وإلا سنكون حزبا واحدا، وهذا غير ممكن لأن السياسية من طبيعتها الاختلاف"، موضحا كيف أن "كثيرين يصورون الاختلاف نهاية العالم". وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في هذا الصدد: "نحن مثلا في العدالة والتنمية نقول منذ زمان إننا لسنا حزبا ستالينيا"، مبرزا أن "الاختلاف يكون سلبيا عندما يكون بالتنابز والاتهامات"، ومردفا: "ما يجمعنا في الحكومة أكثر مما يفرقنا، ونحن متفقون على الحوار حول الاختلافات الموجودة بيننا". "لم تكن هناك في أي لحظة أي أزمة داخل الحكومة لأننا لا نخفي الخلافات؛ لذلك لا تخافوا على الأغلبية، المشكل ليس فيها ولكن في مكان آخر "، يقول العثماني، وزاد: "ليست هناك حكومة برأسين، بل هناك حكومة برئيس واحد عينه جلالة الملك هو أنا ولا يمكن القول بغير ذلك". في مقابل ذلك سجل العثماني أنه "لا يمكن قول هذا الأمر (أنا رئيس الحكومة) بالاتهامات في ما بيننا، بل برفعة"، مبرزا أنه "منذ أشهر تمت صياغة ميثاق الأغلبية، وهو تقريبا الميثاق السابق، لكن بعد إضافة حزبين تمت إضافة العديد من الأمور التحسينية". وأشار العثماني إلى أن "التأخر لا علاقة له بالنقاشات داخل الأغلبية، ولكن بسبب الصعوبات التي كانت في حزب العدالة والتنمية"، مضيفا: "عندما انطلقنا في الحكومة بعد ثقة البرلمان تم الاتفاق على شعار الإنصات والإنجاز لأننا نريدها حكومة تتفاعل مع المجتمع المغربي كيف ما كان، سواء مجتمعا مدنيا أو نقابات أو عموم المواطنين". ونبه رئيس الحكومة إلى أن "هناك إنجازا "معتبرا" للحكومة في مختلف القطاعات"، وزاد: "رغم الخصاص لكننا نقوم بجهدنا ونتائج ما نقوم به تتضح"، معلنا أنه تم التركيز على "الصحة والتعليم والتشغيل كقطاعات استراتيجية لعمل الحكومة".