دعا ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، أعضاء التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى الالتزام بإيقاع الهزيمة الكاملة للمجموعة الإرهابية. وقال تيلرسون، أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد (داعش) بالتزامن مع مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، إن تنظيم داعش "فشل" وفقد 98 في المائة من المنطقة التي كانت تسيطر عليها في سورياوالعراق. وأضاف المسؤول الأمريكي: "نهاية العمليات القتالية الرئيسية لا تعني أننا حققنا الهزيمة الدائمة لداعش، حيث لا يزال يشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة ووطننا وأجزاء أخرى من العالم". وقال تيلرسون إن الولاياتالمتحدة قدمت أكثر من 216 مليون دولار في صورة تمويل جديد لسوريا بحلول نهاية يناير الماضي، وتعهدت بتقديم 200 مليون دولار إضافية ل"دعم مبادرات الاستقرار والتعافي المبكر الحيوية في المناطق المحررة من سوريا". وتعهد بأن تستمر الولاياتالمتحدة في تدريب القوات المحلية في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وأضاف: "من الضروري أن تكون هذه القوى ممثلة لمجتمعاتها المحلية، ولا تشكل تهديدا للمجتمعات المجاورة أو الدول المجاورة". وشدد تيلرسون، في هذا الصدد، على ضرورة تقديم التمويل اللازم للعراق وسوريا لضمان عدم عودة (داعش) إليهما، موضحا أهمية مبادرات تحقيق الاستقرار في هذا الخصوص لتتمكن المجتمعات في العراقوسوريا من العودة الى حياتها الطبيعية، داعيا إلى إعادة بناء المناطق التي دمرها (داعش)، وإعادة بناء المستشفيات ومرافق الماء والكهرباء وكذلك عودة الأطفال إلى المدارس. وأبدى تيلرسون تقدير الولاياتالمتحدة للمساهمات السخية من أعضاء التحالف، على مدى السنوات الماضية؛ لكن يجب التأكد من تقديم الأموال بشكل أكبر لتحقيق الاستقرار. وأعرب عن تفهمه للمخاوف التركية، الدولة الحليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، جراء ما يحدث بسوريا، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب حليفتها تركيا لحل قضايا الإرهاب. وحضر اجتماع التحالف المناهض لداعش ممثلين عن الأعضاء ال75 في التحالف بعد انضمام الفلبين مؤخرا. وجرى تشكيل التحالف في عام 2014، بعدما استولت ميليشيات الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من سورياوالعراق. وفي بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، قال أعضاء التحالف إن تنظيم الدولة الإسلامية "يتدهور بشكل لا يمكن إنكاره". وتابع البيان: "لقد فقد الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، ولا تزال جيوب قليلة من الأراضي تحت سيطرته في سوريا، وتتعرض قيادته ووجودها على الأنترنيت وشبكاتها العالمية لضغوط". وتعهد التحالف بتعطيل شبكات الدولة الإسلامية وحرمانها من حرية الحركة، وكذلك مكافحة أيديولوجية الجماعة "لمنع عودة ظهورها وتجنيدها وتوسعها". وأضاف البيان أن التحالف سيساعد جهود الحكومة العراقية لتأمين المناطق المحررة من سيطرة الدولة الإسلامية، طوال عام 2018 .