لم تكن صدفة أن يتوهّج اسم أيوب الكعبي في النسخة الخامسة من "الشان"، ويشكّل مفتاح انتصارات المنتخب المغربي للاعبين المحليين، بعد أن قدّم نفسه بمواصفات المهاجم المثالي، من خلال تتويجه كأفضل لاعب لهذه البطولة، وهدافا تاريخيا لها بتسعة أهداف، ليقود "أسود الأطلس" إلى إحراز لقبهم الأوّل. ابن مدينة الدارالبيضاء، الذي رأى النور في 23 يونيو 1993، سبق أن أعلن نفسه نجما للمستقبل في المدينة التي شهدت على بداياته، بعد أن عاد إليها هذه المرّة بثوب المنتخب المحلي، والتقى مع جمهور يعرفه وتنبّأ له بمستقبل كبير، عندما تابعه عن قرب رفقة الراسينغ البيضاوي، الذي حقّق معه الصعود الموسم الماضي لقسم الكبار، وتوّج هدافا لبطولة القسم الثاني ب25 هدفا. وبعد أن قام بمهمته على أكمل وجه مع فريق "الراك"، قرّر أيوب الكعبي البقاء في المغرب، والبحث عن مغامرة جديدة ضمن أندية القسم الوطني الأوّل، ليستقر رأيه على حمل ألوان فريق نهضة بركان الذي قدّم معه مستويات مميّزة في النصف الأوّل من البطولة. ولم يحتج أيوب الكعبي الكثير من الوقت لجلب اهتمام وسائل الإعلام، ويفرض نفسه نجما ل"الشان" في أوّل مباراتين، بعد تسجيله لهدفين في مرمى موريتانيا، وثلاثة أهداف في شباك غينيا الاستوائية، ليعادل بالتالي رقم الزامبي غيفن سينغولوما الذي وقّع خمسة أهداف في أوّل دورة سنة 2009 في كوت ديفوار. وبعد أن نال استراحة المحارب في مباراة السودان برسم الدور الأوّل، إذ لم يدخل أساسيا، عاد في دور الربع أمام ناميبيا ليسجل الهدف الأوّل في اللقاء الذي تفوّق فيه "الأسود" بثنائية، وضمنوا تأهّلهم إلى دور نصف النهاية لملاقاة المنتخب الليبي. ولأن من مميزات الهدافين الكبار حسم النتيجة في اللحظات الصعبة، تمكّن أيوب الكعبي من هز شباك المنتخب الليبي في مناسبتين في مباراة نصف النهاية، الأولى عندما افتتح التسجيل في الجولة الثانية، بعد أن فرض "فرسان المتوسّط" تعادلا سلبيا أمام "الأسود" في الجولة الأولى، والثانية حين أعاد أصدقاءه إلى أجواء المباراة في الأشواط الإضافية، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، خطفه الليبيون في الدقائق الأخيرة بسبب خطأ فادح للحارس أنس الزنيتي. وأبى أيوب الكعبي، الذي كان أوّل من قص شريط أهداف "أسود البطولة المغربية" في المباراة الأولى لمنافسات "الشان" أمام موريتانيا، إلا أن يكون هو نفسه مسك ختامها، بتسجيله الهدف الرابع في مرمى المنتخب النيجيري، بعد أن عانده الحظ عدة مرات، ليجعل اسمه يتردّد عند كل دورة مقبلة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين.