أحرجت شبيبة حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، بسبب الشعارات المتكررة التي هتفت باسم الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران، خلال الجلسة الافتتاحية العامة للمؤتمر الوطني السادس، المنعقدة، اليوم السبت بالرباط، تحت شعار "نضال ووفاء.. من أجل الوطن والإرادة الشعبية". ورغم أن زعيم "البيجيدي" السابق رفض تكريمه من طرف شبيبة حزبه في المؤتمر، فإن غالبية شعارات المؤتمرين والمؤتمرات كانت مؤيدة له ومتجاهلة للعثماني، وهو الأمر الذي أثار حرجاً كبيراً لدى قيادة الحزب والشبيبة. ورفع المؤتمرون شعارات من قبيل: "بنكيران يا رفيق ما زلنا على الطريق"، و"التحكم يا جبان، بنكيران لا يهان"، و"الشعب يريد بنكيران من جديد"، في إشارة إلى عدم رضا شباب الحزب عن مسألة عدم التمديد لبنكيران لولاية ثالثة. رد فعل بنكيران بخصوص المطالبين بعودته إلى القيادة السياسية لم يتأخر كثيراً، إذ قال في كلمة له: "إذا كان الشعب يريدني فعلاً أن أعود ، فسوف أعود حتى لو كنت في القبر". لكنه أقر، بالمقابل، بأن الظروف التي مر بها الحزب لم تكن سهلة. وزاد قائلاً: "كلامي في هذه الفترة أمر صعب، ولكنني أترك التجربة تكتمل بارتياح". وحول إعفائه من قبل الملك محمد السادس من مهمة تشكيل الحكومة، بسبب طول مدة المشاورات دون التوصل إلى أغلبية حكومية، وصف بنكيران ذلك ب"الضربة القاسية" و"الزلزال السياسي"، الذي استطاع الحزب تجاوزه ولو في مرحلة ما بعد الإعفاء؛ أي أن ارتدادات السياسي لا تزال قائمة، وفق تعبيره. وأوضح بنكيران أنه لم يعتزل الحياة السياسية بعدُ رغم إعفائه، وقال رداً على رفض تكريمه من قبل مؤتمر شبيبته إن "التكريم يكون لما أذهب عند الله أو عندما أتقاعد عن العمل السياسي أو الحزبي"، مؤكدا أنه سيواصل عمله إلى جانب إخوانه في الحزب. ومن بين الخسائر السياسية التي تلقاها الحزب، أشار بنكيران إلى النتائج الكارثية التي حققها "البيجيدي" خلال الانتخابات الجزئية، وقال إن "الحزب خسر تقريباً جميع الانتخابات التي تمت إعادتها في بعض المدن". بدوره، أكد سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، أن "الحزب عاش فترات صعبة منذ الانتخابات الجماعية إلى اليوم، وهذا طبيعي لأنه مستهدف من قبل بعض الجهات". وأثنى العثماني على الدور الذي قام به بنكيران للحفاظ على وحدة وتلاحم الحزب، وقال: "هذا الرجل الرائد هو الذي أخرجنا من هذه المرحلة، وصولاً إلى نجاح المؤتمر الوطني الأخير". وانتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الجهات التي شككت في فشل حكومته بعد "الزلزال الملكي" الذي عصف ببعض وزرائه، مؤكدا أن كل ما قيل عن خروج حزب التقدم والاشتراكية من الحكومة وإدخال حزب آخر كان يهدف إلى إفشال التحالف معه. وتأكيداً على تشبث حزبه بحليفه الحكومي، كشف العثماني أن العدالة والتنمية سيعلن عن برنامج سياسي مع "رفاق بنعبد الله"، دون أن يعلن عن تفاصيل ذلك. هذا، ومن المرتقب أن ينتخب المؤتمر الوطني السادس غدا الأحد خليفة لخالد البوقرعي، الذي انتهت ولايته، حيث اقترحت اللجنة المركزية ستة أسماء من أجل التباري على منصب الكاتب الوطني للشبيبة. ويتعلق الأمر بكل من محمد امكراز ومحمد الطويل وسعد حازم ولبنى الكحيلي وعبد الكريم الكعداوي وعادل الصغير. ونفى البوقرعي أن يكون هناك مرشح لتيار بنكيران وآخر لتيار العثماني، وقال إن "الكاتب الوطني المقبل سيكون منحازاً إلى حزب العدالة والتمية، وكل ما قيل مجرد إشاعات هدفها التشويش فقط".