تعززت العلاقات المغربية الفرنسية بتوقيع خمس اتفاقيات للتعاون الأكاديمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والإدارة والبيئية والطاقات المتجددة، في موعد نظم اليوم الخميس بالرباط بحضور الوزيرين المغربيين سعيد أمزازي وخالد الصمدي، وسفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى المملكة المغربية، جان فرانسوا جيرو. ووقعت الاتفاقيات عن الطرف الفرنسي المدرسة متعددة التقنيات بفرنسا (L'Ecole Polytechnique- X France)، وعن الجانب المغربي مؤسسات التعليم العالي التابعة لجامعتي محمد الخامس والحسن الثاني، بما فيها المدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية والمدرسة الوطنية العليا للمعادن. ويرى الطرف المغربي، ممثلا في وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، وكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، أن هذه الاتفاقيات تدخل ضمن سياق "تعزيز انفتاح المنظومة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي على محيطها الدولي ودعم التعاون المؤسساتي وتشجيع الحركية المتبادلة للطلبة". كما تروم الخطوة "تقوية علاقات التعاون الجامعي" بين المؤسسات المذكورة من خلال تمكين الطلبة المهندسين المغاربة من متابعة دراستهم بالمدرسة متعددة التقنيات بفرنسا، المعروفة باسم L'Ecole Polytechnique- X France، في إطار برنامج الماستر "الطاقة-البيئة: العلوم والتكنولوجيا والإدارة"، الذي سيتوج بدبلوم مزدوج، إلى جانب استقبال طلبة المدرسة الفرنسية بالمدارس المغربية المعنية في إطار التبادل الطلابي بين الرباط وباريس. وأوضح خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، أن الشراكة المغربية الفرنسية تنطلق من مرجعيتين؛ "الأولى هي الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التكوين والبحث العلم، التي أعطت التعاون الدولي أهمية كبيرة جدا"، والثانية تهم مخرجات "أشغال اللجنة العليا المغربية الفرنسية المنعقدة هذا العام، التي أوصت بالتعاون في البحث العلمي والتكوين على وجه الخصوص". وأورد الوزير المغربي، في تصريح لهسبريس، أن موعد اليوم، الذي حضره عدد من رؤساء الجامعات والمؤسسات المغربية المعنية وممثلون عن الإدارة المركزية، همَّ أساسا تعزيز برنامجين جامعيين؛ "الأول هو الشهادات المزدوجة من خلال منح طلابنا فرصة الدراسة في المدرسة متعددة التخصصات الفرنسية لمدة عامين، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة والعلوم والتكنولوجيا والبيئة"، والثاني هو "تبادل طلاب البلدين لفترات غير محددة للاستفادة من خبرات وتجارب كل طرف". ويرى الصمدي أن التركيز على الطاقات المتجددة في هذه الاتفاقيات يدخل في سياق "دخول المغرب منذ مدة في مشروع الطاقات المتجددة، الذي هو مشروع وطني ضخم ومُهيكِل ويجب مواكبته في الجامعة بالتكوين والبحث العلمي، فدون هذا المسار لا يمكن النجاح في عالم المقاولة والاستثمار". من جانبه، قال فرانسوا بوشي، المدير العام للمدرسة متعددة التقنيات بفرنسا، إن عقد الاجتماع وإبرام الاتفاقيات يحيل إلى "قوة التعاون والعلاقات المغربية الفرنسية التي تأخذ هذه المرة فرصة التعاون الجامعي من بوابة المدرسة متعددة التقنيات"، مشيرا إلى أن "أول تلميذ مغربي درس بهذه المؤسسة كان عام 1948". وأشاد فرانسوا بوشي باهتمام التلاميذ والطلبة المغاربة بالدراسة في المؤسسة الجامعية الفرنسية، "فهم يشكلون ثاني أبرز تجمع للطلبة الأجانب بالمدرسة متعددة التقنيات بفرنسا"، مضيفا أن هناك تميزا في مسار المغاربة الملتحقين ب L'Ecole Polytechnique- X France، والخريجين "الذين يتوفرون على مستوى عالٍ من حيث الدراسة وتحمل المسؤوليات التي تناط إليهم". وأبرز المتحدث "وجود إرادة مغربية واضحة لبلوغ مستويات متقدمة ومتطورة في البحث العلمي والتكوين من خلال الشراكة معنا وعدد من المؤسسات على مستوى البلدين"، مشددا على أن الطرف الفرنسي متهم كثيرا بتطوير شراكاته مع الطرف المغربي في مجال الطاقات المتجددة، "لأن المغرب بلد طموح وله رغبة في أن يصبح فاعلا دوليا قويا في المجال".