أجرى حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، اليوم الأربعاء بمقر المؤسسة البرلمانية، مباحثات مع فيديل إسبينوزا، رئيس مجلس النواب بالشيلي، في إطار زيارة صداقة وعمل يقوم بها هذا الأخير إلى المملكة المغربية. وتأتي هذه الزيارة أياماً قليلة بعدما اعتمد برلمان الشيلي، بأغلبية ساحقة، قرارا تاريخياً يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، في خطوة اعتبرت انتصاراً للدبلوماسية المغربية في مناطق أمريكا الجنوبية التي ظلت إلى وقت قريب تدخل ضمن أهم معاقل جبهة البوليساريو. وقال رئيس مجلس النواب الشيلي إن اللقاء مع رئيس مجلس المستشارين كان فرصة للتأكيد على جودة العلاقات المغربية الشيلية، وعلى الدينامية المتميزة التي عاشتها العلاقات البرلمانية بين الطرفين، خصوصا بعد زيارة سابقة لحكيم بنشماش، على رأس وفد برلماني، إلى جمهورية الشيلي. وأكد المسؤول بدولة الشيلي أن بلاده عازمة على تعزيز العلاقات مع الرباط ببرامج تعاون جديدة في مجالات مختلفة، موردا أن برلمان الشيلي بمجلسيه أضحى أول برلمان في العالم يصادق على دعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية من أجل حل النزاع القائم. وأشاد فيديل إسبينوزا، في تصريح لهسبريس عقب اختتام مباحثاته مع "كبير المستشارين"، بالمجهودات التي يقوم بها المغرب من داخل منظمة الأممالمتحدة لإيجاد حل لنزاع الصحراء المغربية، وقال إن "قرار دعم مبادرة الحكم الذاتي لم يأت من فراغ، بل جاء كثمرة للعلاقات الإنسانية والسياسية التي تعمقت خلال السنتين الأخيرتين، خصوصا مع المجهودات التي يقوم بها رئيس مجلس المستشارين في هذا الصدد". ولفت المسؤول الشيلي إلى أن العلاقات مع البرلمان المغربي هي التي ساعدت المسؤولين في بلاده على رفع القرار إلى مجلسي البرلمان بالشيلي من أجل دعم مبادرة الحكم الذاتي. وتطمح الشيلي إلى الاستفادة من التجربة المغربية في إفريقيا، وقال المتحدث ذاته إن "الشعب الشيلي يطمح كثيرا إلى أن يستفيد من الرباط كبوابة نحو إفريقيا وأوروبا، ونحن كذلك سنشكل في المقابل بوابة للمملكة تجاه أمريكا الجنوبية واللاتينية عموماً". من جانبه، شكر حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، رئيس مجلس النواب بالشيلي على الموقف التاريخي الذي اتخذته بلاده في سابقة هي الأولى من نوعها إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة. وقال بنشماش، في تصريح لهسبريس، إن "المغرب والشيلي رفعا اليوم تحدياً جديداً بين برلماني البلدين"، موردا أن هناك مشاريع رئيسية مطروحة على جدول الأعمال؛ الأول يتمثل في تأسيس منتدى برلماني إفريقي أمريكولاتيني للترافع والدفاع على مصالح شعوب القارتين في ظل نظام عالمي شديد القسوة. والثاني يتجلى في تنظيم أسبوع المغرب في الشيلي، يلم الطيف الاقتصادي والبرلماني من مختلف الأحزاب السياسية وفعاليات مدنية وشبابية. بالإضافة إلى ذلك، أبرز بنشماش أن المغرب يخطط للتعاون مع الشيلي في مجالات مشتركة، وعلى رأسها قضايا الهجرة والتغيرات المناخية والتعاون في المجال السياحي والفلاحي، وغيرها من القطاعات المهمة. وخلص بنشماش إلى أن "العلاقات بين المغرب والشيلي مدعومة بتطلعات وتحديات مشتركة بين البلدين"، مشددا على "ضرورة تكاتف الجهود من أجل ربحها لفائدة الشعبين الصديقين". وكان برلمان الشيلي، عقب القرار الذي اتخذه، دعا الحكومة الشيلية، بوصفها عضوا في الأممالمتحدة، إلى أن تدعم وتلتزم بشكل دائم بقرار مجلس الأمن حول قضية الصحراء رقم 1754، الذي تم اعتماده في 30 أبريل 2007. وأكد القرار أن "مقترح الحكم الذاتي، ومنذ تقديمه بالأممالمتحدة في 10 أبريل 2007، حظي بالمصادقة عليه من طرف مجلس الأمن الذي اعتمد بالإجماع في هذا الإطار القرارات 1754 و1783 و1813، ووصف هذه المبادرة بالجدية وذات المصداقية".