يَبدو أن مسؤولي ملف ترشّح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 يتّجهون نحو عدم إقحام الأمور المتعلّقة باللاشعبية التي يحظى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومزاعم الفساد التي ترافق الملف "الأمريكي" الثلاثي، مركّزين في الآن ذاته على مقوّمات المملكة ونقط قوّة الملف المغربي في سباق نيل شرف احتضان "المونديال". "لا علاقة لنا بما حصل في الماضي، ولا يجب إقحامي في الحديث عن ملفات سابقة. لم أكن حاضرا خلالها، ملف ترشّحنا الحالي نظيف وسيكون ملائما، وهو الأمر الأهم"، هكذا رد هشام العمراني، المدير التنفيذي لملف ترشح المغرب لاحتضان "مونديال 2026"، حين سئل من قبل وكالة "أسوسايتد بريس" عن اتهامات بتقديم "رشاوى" مقابل التصويت لملفات المغرب السابقة من أجل احتضان العرس العالمي، التي تظل موضوع تحقيق إلى حدود اللحظة، نقلا عن وكالة الأنباء الأمريكية. وتابع المسؤول المغربي قائلا: "أترك للناخبين مجال اختيار الملف الأنسب بناء على قناعاتهم، أما بخصوص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فأنا أفضل عدم التعليق"، مردفا: "لا نرغب في إقران انتصار الملف المغربي بشخص آخر، لكن بالنظر إلى الامتيازات التي يحظى بها ملفنا، سنظل بعيدين عن الشخصنة، وليس مخولا الخوض في الموضوع"؛ وذلك في إشارة قوية من المدير التنفيذي لملف "المغرب 2026" إلى عدم إقحام السياسة الأمريكية في جوهر المنافسة على احتضان "المونديال". في سياق مرتبط، أبرز هشام العمراني بعض النقط التي سيرتكز عليها الملف المغربي، خاصة تلك المتعلّقة بالأمن المادي، فضلا عن التوقيت والتموقع الجغرافي للمغرب، مضيفا في هذا الصدد: "بخلاف ما يتم تداوله حول عجز المغرب عن توفير عائدات مادية، فالمغرب لديه عرض متميّز في هذا السياق، وخاصة الأمن المادي"، مردفا: "العرض المغربي يغري المتتبعين، الجماهير واللاعبين على أرضية الميدان". وبخصوص امتياز المغرب على الملف "الأمريكي" في الشق المتعلق بالتوزيع الزمني والجغرافي، تابع الكاتب العام السابق للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قائلا: "احتضان المغرب للحدث العالمي سيعطي ارتياحا أكبر للمنتخبات المشاركة مع وقت أقل في التنقل"، وهو المعطى الذي سيغيب في حال اشتركت الولاياتالمتحدةالأمريكية، المكسيك وكندا في استضافة "مونديال 2026". "يعتبر المغرب نقطة حساسة على مستوى التوقيت العالمي، حيث ستكون الوجهة الأكثر مردودية للاتحاد الدولي لكرة القدم من الناحية المادية"، يقول هشام العمراني، مقرا بمساهمة النقل التلفزي في عائدات مادية أكثر إذا تعلّق الأمر ببث المباريات في السوق الأوروبية التي تتماشى مع التوقيت العالمي الموحد الذي يمتاز به المغرب في برمجة مباريات "المونديال"، في مواجهة فارق التوقيت الكبير مع القارة الأمريكية. وشدّد العمراني على ضرورة تجاوز الأخطاء المرتبطة بالبنى التحتية الرياضية بالملف المغربي المرتقب تقديمه في مارس المقبل، خاصة وأنه سيحمل 14 مدينة مرشّحة لاستضافة الحدث الكروي؛ إذ من المبرمج أن تتم تهيئة بعض الملاعب الموجودة بتوسيع طاقتها الاستيعابية، فضلا عن الاعتماد على ملاعب قابلة لإعادة التفكيك، كما أوضح ذلك فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال أول لقاء إعلامي للجنة ترشّح المغرب لاحتضان "مونديال 2022"، المنعقد الثلاثاء الماضي بمدينة الدارالبيضاء. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com