نظّم عدد من سكان الكارة نواحي برشيد إلى جانب فعاليات جمعوية، اليوم الأربعاء، مسيرة احتجاجية عفوية انطلاقا من مقبرة بلدية الكارة، مباشرة بعد دفن طفلتين شقيقتين، لقيتا حتفهما غرقا في حفرة عميقة مليئة بالمياه والأوحال، كانت من المنتظر أن تخصّص للصرف الصحي بإحدى التجزئات السكنية، التي ما زالت في طور الإنجاز بشارع الحسن الثاني بمركز الكارة إقليمبرشيد. المسيرة الاحتجاجية العفوية انطلقت من مقبرة مدينة الكارة وجابت معظم الشوارع بالمدينة ذاتها، عبّر من خلالها المحتجون عن استنكارهم لوجود حفرة غير مسيّجة بالقرب من السكان؛ وهو ما جعلها مقصدا للضحيتين، وطالبوا بتفتح تحقيق نزيه وترتيب المسؤوليات في حادث غرق شقيقتين قاصرتين، وإحداث فضاءات ترفيهية للأطفال. محاولة إنقاذ كانت الطفلة "ح، و"، وهي تلميذة بالغة 12 سنة من عمرها، تلعب رفقة صديقاتها بالقرب من منزلها الواقع بشارع الحسن الثاني بلدية الكارة، إلا أنّها توجّهت إلى الحفرة التي يفوق عمقها 8 أمتار القريبة من مقر سكناها، حيث غرقت في مياه الحفرة، لتطلب النجدة من صديقاتها، اللواتي نادين على أخت الغريقة الأكبر منهن سنا من أجل إنقاذ شقيقتها. توجهت "إ، و" وهي تلميذة بالغة 14 سنة من عمرها، من أجل إنقاذ شقيقتها التي كانت تصارع البقاء وسط مياه الحفرة وأوحالها، وأثناء محاولتها ذلك غرقت هي الأخرى، لتنزلا معا إلى القعر، وبالرغم من محاولات بعض السكّان فإن وعورة المكان ووجود الأوحال صعّب عملية الإنقاذ. تشريح قبل الدفن بعد انتشار الخبر، تجمهر عدد من السكان حول الحفرة، وسط نحيب العائلة والجيران واستنكار الفعاليات الجمعوي، خاصة أن الأب يشتغل مياوما، لإعالة أسرته البسيطة، حيث انتقل إلى مكان الحادث عناصر الدرك الملكي وممثل السلطات المحلية، وجرى إخراج جثتي الشقيقتين من قبل عناصر الوقاية المدنية التابعة للمصالح الإقليميةببرشيد. عناصر الدرك الملكي قامت بمعاينة جثتي الهالكتين، وعملت على توجيههما عبر سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي بسطات، حيث خضعتا للتشريح الطبي، لفائدة البحث القضائي المفتوح من قبل الضابطة القضائية بالكارة، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة بابتدائية برشيد، وقد سلّمتا إلى العائلة مساء اليوم بعد القيام بإجراءات الدّفن. مطالب جمعوية عزيز عمرو، رئيس جمعية مواهب للتربية الاجتماعية فرع الكارة، عبّر، في تصريح لهسبريس، عن أسفه لوفاة الطفلتين الشقيقتين غرقا في حفرة كانت محتملة لاستغلالها في خدمات الصرف الصحي، التي يقدّر عمقها ب8 أمتار، بالقرب من شارع الحسن الثاني الذي كانت تقطن فيه الضحيتان قيد حياتهما. وأوضح الفاعل الجمعوي أن الحفرة عميقة وقريبة من السكان وغير مسيّجة وغير محروسة، ولا تتوفر على أية علامة منع أو تنبيه؛ وهو ما يجعلها تشكّل خطرا على السكان خاصة الأطفال منهم، الذين يبحثون عن أماكن للترفيه بكل بساطة وبراءة، لممارسة حقهم في اللّعب. وطالب عمرو عزيز، من خلال بيان الجمعية التي يمثلها، المسؤولين بفتح تحقيق جدّي ومسئول حول ملابسات القضية، ومحاسبة كل من ثبت في حقه تقصير في توفير شروط السلامة داخل التجزئة السكنية، معتبرا أن وفاة الشقيقتين يسائل المنتخبين في التفكير لخلق فضاءات اللعب والترفيه لفائدة الأطفال تفاديا لتكرار المآسي، منوّها في الوقت ذاته بالتدخّل العاجل لكل من السلطة المحلية والدرك والوقاية المدنية لانتشال جثتي الضحيتين.