عادت المواجهة بين تيار إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومن لا يسانده الرأي والتوجه، لتظهر من جديد على هامش محاكمة معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء. إبراهيم الراشدي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، استغل فرصة ترافعه باسم المطالب بالحق المدني، ليهاجم برلمانية باسم "الوردة" تشغل عضوة بالمكتب السياسي، كانت قد عارضت انتصابه رفقة القيادي المعارض الآخر عبد الكبير طبيح لفائدة "الدولة" ضد معتقلي حراك الريف. وقال الراشدي، وهو يرد بشكل ضمني على تدوينة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، في مرافعته زوال اليوم الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، إنهم "يأكلون الغلة ويسبون الملة"، قبل أن يردف وهو يقطر الشمع على البرلمانية وعضوة المكتب السياسي بالقول "الذيب حرام، الذيب حلال". وتابع المحامي الراشدي، وهو يوضح حيثيات انتقاده لرفيقته بالحزب: "عملي مهني وباسم القانون، فيما تتقاضى هي نهاية كل شهر راتبا من طرف الدولة"، متابعا أن حزبه "يوجد في الحكومة وفي الأغلبية ونحن ندافع عن الدولة، فأين يوجد المشكل في ترافعنا لصالحها والتي تتقاضى البرلمانية منها راتبا شهريا؟". جاء هذا الرد العنيف من لدن المحامي الراشدي على رفيقته في الحزب، بعد تدوينة سابقة لها، دعته فيها إلى أخذ مسافة من الحزب في الفترة التي تمر فيها محاكمة معتقلي الريف. إلى ذلك، شهدت الجلسة محاولة أحد المعتقلين السخرية من المحامي الاتحادي لترافعه ضدهم، حيث نطق من داخل القفص الزجاجي قائلا: "الله يرحم بوعبيد"، ليرد عليه الراشدي "أنا فخور بدفاعي عن الدولة، وليست هاته هي المرة الأولى التي أقوم فيها بذلك". وعرفت الجلسة مشاداة بين المحامي، ممثل الوكيل القضائي للمملكة، مع المحامية خديجة الروكاني، حيث قاطعته وهو يتحدث عن مبالغ صرفت من لدن الدولة في زمن الإنصاف والمصالحة، إذ خاطبته "هديك راه فلوس الشعب والمغاربة"، ليرد على الفور: "مالي قلت فلوسك؟، عرفناهم فلوس المغاربة". وأوضح الراشدي، وهو يبرر سبب ترافعه في هذا الملف لصالح "الدولة"، أن هذه الخطوة جاءت إيمانا منه برغبته في الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، مشيرا إلى أن "هناك أمورا جيدة تحققت يجب أن نقولها، وأن هناك أمورا يجب أن تصلح؛ لكننا لا يجب أن نضع نظارات سوداء دائما".