تم، عقب صلاة عصر اليوم السبت، بمقبرة باب الفتوح بفاس تشييع جثمان الراحل حميد الهزاز، حارس عرين الأسود والمغرب الفاسي خلال سبعينيات القرن الماضي، إلى مثواه الأخير، بعد أن وافته المنية فجر هذا اليوم بمنزله بفاس، إثر سكتة قلبية، عن عمر يناهز 73 سنة. وعرفت جنازة الفقيد حضور وجوه رياضية بارزة في عالم كرة القدم من فاس ومدن مغربية أخرى، خاصة من الجيل الذي عاصر الراحل في مسيرته الرياضية المليئة بالعطاء، إضافة إلى حضور جمهور حاشد من المشيعين جاء من مختلف أرجاء مدينة فاس إلى مكان الدفن لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان الفقيد. وقد أقيمت صلاة الجنازة على جثمان الراحل بمسجد مولاي إدريس بطريق إيموزار بفاس، قبل توجه الموكب الجنائزي الحاشد نحو مكان الدفن، حيث ووري جثمان الفقيد الثرى في جو مهيب وخاشع، ووسط دموع أفراد عائلته وحسرة أصدقائه، وهتافات المشيعين الذين كانوا يقرؤون "اللطيف" ويدعون له بالرحمة والمغفرة. ومن الوجوه الرياضية التي حضرت مراسيم الجنازة، عبد اللطيف لعلو، الحارس السابق لعرين الأسود، الذي وصف، في حديث لهسبريس، الراحل حميد الهزاز بأنه أحد أهرامات كرة القدم المغربية والإفريقية والعالمية، وقال في حق رفيق دربه: "كان رجلا بكل مواصفات الإنسانية، وقد تعلمت منه الكثير حينما كنت صغيرا، كما تتلمذت على يديه عندما كنت حارسا احتياطيا له في المنتخب المغربي. لقد أفادني، رحمه الله، في مشواري الدولي، وقد فقدته الأسرة الرياضية الكبيرة والصغيرة". من جانبه، توقف سعيد غاندي، اللاعب الدولي السابق، عند مناقب الراحل، إذ قال لهسبريس إن الهزاز فقيد مدينة فاس والمغرب الفاسي وكل عشاق كرة القدم بالمغرب، مضيفا "كل ما يمكن أن نقوله في حق الهزاز قليل، فالرجل كان متحليا بالأخلاق العليا والصبر، وقد أعطى هذه البلاد الكثير كلاعب وكإنسان". أما عزيز السليماني، اللاعب الدولي السابق في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم وأحد رفاق الراحل، فقد عبر عن حسرته بفقدان الهزاز، وقال لهسبريس: "اليوم، تفقد الساحة الوطنية الرياضية واحدا من أبرز الحراس الذين عرفتهم الكرة المغربية. لقد جاورته منذ الصغر، وهو مفخرة لمدينة فاس"، مبرزا أنه كان له الشرف لتحقيق الألقاب مع الهزاز، منها كأس إفريقيا للأمم. وأضاف: "لقد أبلى الراحل البلاء الحسن من الجانب الرياضي، ومن الجانب الإنساني. كان قدوة حسنة في المعاملة والأخلاق. اليوم فقدنا إنسانا نموذجا في الرياضة والمواطنة الصالحة". إلى ذلك، تميزت جنازة حميد الهزاز بحضور نزهة بيدوان، رئيسة الجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع، التي توقفت في حديثها مع هسبريس، عند الوجه الآخر للاهتمام الرياضي لحميد الهزاز، المتمثل في مشاركته في تدبير شأن رياضة ألعاب القوى، إذ قالت: "لما تعرفت على حميد الهزاز، لم أتعرف عليه كأسطورة مغربية كبيرة في كرة القدم، بل تعرفت عليه كشخصية مسؤولة عن ألعاب القوى، ولمست فيه المسؤول الرياضي والقلب الكبير". وأكدت أن الرياضة، في المغرب وفي كل إفريقيا، برحيل الهزاز، تكون قد افتقدت أحد أهراماتها.