تعرف مدينة الصويرة إنزالا كبيرا للمقطورات السياحية، التي تتخذ من الشوارع والأزقة والساحات والشواطئ مركنا لها، مما أثار تذمر الفاعلين الجمعويين، حسب تصريحات متطابقة لهسبريس. محمد هيلان، وهو فاعل جمعوي بالصويرة، أوضح لهسبريس أن العديد من المواطنين والفاعلين الجمعويين يشتكون من تنامي ما وصفه ب"الظاهرة السلبية"، التي "تغرق كل الشواطئ والساحات والشوارع والأزقة بالمقطورات السياحية، محتلة بذلك الملك العمومي والرصيف، دون أدنى ضوابط أو مراقبة من قبل الجهات المختصة". وأضاف أن موجة البرودة، التي تجتاح أوروبا خلال هذه الأشهر، تدفع بعض سكان هذه القارة إلى ركوب سياراتهم التي تجر المقطورات السياحية، ليجوبوا عدة مدن مغربية بحثا عن أشعة الشمس ومياه البحر دون فوائد تعود على المدينة، سوى تشويه صورتها، إذ تتحول إلى "محطة للنقل الطرقي"، على حد قوله. وأشار إلى أن "هذه المقطورات تستغل بشكل سلبي الطريق العمومي والرصيف، زد على ذلك أن "أصحابها يخلفون الأزبال، بعد مغادرتهم، إذ يعمدون إلى تفريغها في الهواء الطلق، سواء بالمكان الذي كان يخيمون به أو على قارعة الطريق"، يقول هيلان، مضيفا أن "خطر هذا الوضع المقلق يتجلى في انتشار الكلاب الضالة والأوبئة والأمراض". وطالب محمد هيلان المسؤولين بالتدخل لاتخاذ قرارات مهمة في هذا الشأن، وأن "يعملوا على منع هذا النوع من الترخيص السياحي العشوائي، لأنه عديم الفائدة اقتصاديا بالنسبة إلى المنعشين المستثمرين في مجال المخيمات السياحية، كما يحرم المصالح الجماعية من موارد جبائية هامة، ويهدد الفنادق بالإفلاس"، حسب تعبيره. وعدد هيلان مخاطر هذه المقطورات السياحية، حيث قال: "عثر سابقا على سلاح (مسدس ناري) بحوزة صاحب مقطورة سياحية، كما أن بأغلبها لواقط هوائية، مما يطرح فرضية التجسس، أضف إلى ذلك التحرش الجنسي بالأطفال أمام المدارس، حيث يركن بعض السياح مقطوراتهم أمام المؤسسات التعليمية بشكل مقصود، رغم أنه يمنع عليهم التوقف بأرجاء المدينة، وفق قرار السير والجولان المعمول به، حيث إن كناش التحملات الخاص بمواقف السيارات يمنع استقبال هذه العربات السياحية". من جهته، قال هشام جباري، رئيس المجلس الجماعي، لهسبريس إن "السلطة المنتخبة ليس من اختصاصها التدخل في هذا الموضوع"، مضيفا أن "السلطة المحلية والأمنية هي التي يفترض فيها التدخل لمنع هذه المقطورات من ولوج المدينة، والتوجه إلى المخيمات المعدة لهذا الغرض". وأوضح جباري أن "السلطة المنتخبة لا تملك الآليات الزجرية"، مضيفا "هناك قرارات تهم السير والجولان، ولكن تنفيذها من اختصاص السلطة الأمنية والمحلية". وللوقوف على حيثيات هذا المشكل، ربطت هسبريس الاتصال بواحد من المسؤولين بالسلطة المحلية بإقليم الصويرة، الذي أوضح أن "دخول هذه المقطورات إلى المدينة يعود إلى وجود موقف للسيارات ينص كناش تحملات كرائه، الذي وضعه المجلس الإقليمي، على استقبال هذا النوع من المركبات". أما سعيد تركانت، أحد نواب رئيس المجلس الإقليمي، فقال لهسبريس إن "الهيئة المنتخبة شرعت في تعديل كناش تحملات كراء هذا المواقف التابعة لها". وأضاف "مستقبلا سيتم منع هذه المقطورات السياحية من دخول مدينة الصويرة، وسيفرض عليها ولوج المخيمات التي توجد خارج المدينة".