اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس في بلدان أوروبا الغربية بزيارة الرئيس الفرنسي للصين وبالخلاف داخل الأغلبية الحكومية ببلجيكا حول قضية الهجرة وبمشاورات تشكيل ائتلاف حكومي في المانيا والاحتجاجات في تونس. وكتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي ماكرون في أول زيارة دولة يقوم بها إلى الصين، والتي اختتمت في العاشر من يناير الجاري، ما فتىء على مدى ثلاثة يتحدث عن عهد جديد يعتزم اطلاقه في العلاقات الفرنسية الصينية. وأضافت الصحيفة أن ماكرون يأمل في الاستفادة من تزامن الولايتين الفرنسية والصينية لفرض نفسه كمحاور رئيسي لبكين، مشيرا إلى أنه على الفور، حاول أن يظهر كرئيس دولة قادر على تولي زمام القيادة الأوروبية، وخاصة في ما يتعلق بالمشروع الصيني الطموح "طرق الحرير الجديدة"، ولكن أيضا ك"مدير رئيس عام جاء للترويج في آسيا لنقاط قوة مقاولة فرنسا". من جهتها، ذكرت صحيفة "ليراسيون" أنه في ثلاثة أيام وبخمس خطابات، أزاح الرئيس الفرنسي، الحقائق الاقتصادية والاجتماعية لبلاد شي جين بينغ للتنظير لزمن يمكن فيه لفرنساوالصين أن تحلما معا"، مشيرة الى أنه تحدث أمام الطلاب والأكاديميين والباحثين والمقاولين وكبار رجال الاعمال الفرنسيين والصينيين ، وكبار الشخصيات في النظام الشيوعي، وأخيرا، أمام الجالية الفرنسية المقيمة في بكين. وتابعت اليومية انه فى كل الظروف، أبان الرئيس الفرنسي عن ارادة حازمة لتجاوز صعوبات الحاضر من أجل الاحتفاء بالافاق الكبيرة للقيادة الفرنسية الصينية التى يعتزم تعزيزها. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالخلاف داخل الأغلبية الحكومية ببلجيكا حول قضية الهجرة وعودة الجهاديين الذين ذهبوا للقتال في سوريا. فتحت عنوان " الحكومة ترص الصفوف أمام هجمات المعارضة " كتبت (لوسوار) أن الأغلبية التي نشب الخلاف داخلها بسبب ملف السودانيين تواجه اليوم الخميس بالبرلمان نيران المعارضة، مضيفة أن الوزير الأول شارل ميشيل وأعضاء الحكومة سيسعيان إلى التركيز على المجال السوسيو - الاقتصادي. وفي موضوع آخر، أشارت (ليكو) تحت عنوان " عدد قليل من المقاتلين البلجيكيون يعودون من سوريا " نقلا عن هيئة تنسيق وتحليل التهديدات أن 150 من المقاتلين البلجيكيين على الأكثر سيعودون على الأرجح من سوريا والعراق، مضيفة أن هذه التوقعات بعيدة الاحتمال. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالصعوبات التي تواجهها مصلحة الصحة العامة الوطنية البريطانية والاحتجاجات في تونس. وتطرقت صحيفة "دي اندبندنت" إلى أزمة الشتاء التي تشهدها خدمة الصحة الوطنية، حيث أصبحت غير قادرة على التعامل مع الارتفاع في عدد المرضى بسبب نقص الموظفين جراء تخفيض الميزانية الحكومية. وذكرت الصحيفة بان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اعترفت بأن النظام الصحي البريطاني كان "تحت الضغط" في هذا الشتاء واعتذرت للمرضى الذين تم إلغاء عملياتهم. وطبقا لصحيفة "التايمز" فان مستشفى بريطانىا أرجئ حصصا للعلاج الكيماوي لمرضى السرطان بسبب نقص الممرضات. ووفقا للبيانات التي أوردتها الصحيفة، فان هناك 000 40 وظيفة شاغرة في التمريض في بريطانيا، في حين يستمر عدد طلاب التمريض في الانخفاض. وتناولت صحيفة "الغارديان" الاحتجاجات التي تهز تونس في هذه الأيام بسبب إجراءات التقشف مشيرة الى انه بعد سبع سنوات من الثورة، يعبر الشباب التونسي مرة أخرى عن شعورهم بالاحباط في الشارع، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة. وأضافت الصحيفة ان ما يقرب من 50 شرطيا أصيبوا واعتقل 206 اشخاص في حين أدان رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد عملية التخريب، محملا المسؤولية للجبهة الشعبية وهي حزب يساري معارض للميزانية. وفي إسبانيا، ركزت الصحف على المفاوضات بين الأحزاب الانفصالية الكاتالانية من أجل ترسيم الرئيس السابق للإقليم كارلس بيغديمونت، الذي يسعى لاستعادة منصبه رغم تواجده في بلجيكا من أجل الإفلات من العدالة الإسبانية. وكتبت (إل باييس) أن بيغديمونت يمارس ضغطا على حليفه، الحزب اليساري الجمهوري لكاتالونيا من أجل إعادة انتخابه، رغم غيابه عن البرلمان الكاتالاني. وفي نظر (إل موندو)، فإن أوريو خاغيراس رئيس الحزب اليساري الجمهوري لكاتالونيا، والذي يوجد رهن الاعتقال في إطار المسلسل الانفصالي، يعتبر أنه من غير المعقول تولي الرئاسة " عن بعد "، مذكرا في رسالة لقضاة المحكمة العليا، أن القانون الداخلي للبرلمان الإقليمي يشترط الحضور الفعلي لكل شخص منتخب. أما (لا راثون)، فأكدت أن الحكومة الإسبانية مستعدة لتطبيق الفصل 155 من الدستور من أجل منع تنصيب " رئيس عن بعد " لكاتالونيا، مشيرة إلى أن السلطة المركزية تأمل في أن لا تتخذ هذا الإجراء بسبب معارضة الحزب الجمهوري اليساري الكاتالاني. وواصلت الصحف الالمانية اهتمامها بالمباحثات التمهيدية لتشكيل ائتلاف حكومي إذ اعتبرت صحيفة "هانوفرشه الغماينه تسايتونغ" انه إذا أراد المفاوضون التوقيع على اتفاق ائتلاف في غضون أسابيع قليلة، فينبغي أن يكونوا متحمسين للقضايا المقبلة والمتمثلة بالنسبة للصحيفة في البنية التحتية في البلد والولايات والطرق وخطوط الإنترنت "والاستثمار في التعليم بدلا من مجرد الحديث عنه وعدم تطبيقه". من جانبها ذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أنه "في الأمتار الاخيرة من المشاورات، من المهم لجميع الاحزاب الثلاثة تأمين التفاوض على النقاط التي تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لها". وأوضحت انه بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين لا يزال التأمين في صدارة المواضيع. ولهذا السبب استجابوا بسرعة كبيرة لسياسات الهجرة والطاقة للاتحاد المسيحي. وبالتالي فان المواضيع المثيرة مثل حماية المناخ، ولم شمل الأسر، وقانون الهجرة، لن تسمم المفاوضات مثل الذي حصل خلال مباحثات "جامايكا" السابقة. أما صحيفة "راينيسش بوست" فنوهت بتصرف قادة الاحزاب خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة الى انه خلال المباحثات لم يكن هناك أي غضب أو ضجيج ولا مشاهد تهديدية، معتبرة ذلك مؤشرا على الجدية مقارنة بمفاوضات جامايكا مما يشكل بالنسبة للصحيفة أساسا معقولا لاستمرار الائتلاف المشترك. وتساءلت صحيفة (تاغس شبيغل) "ماذا سيكون حكم المرء إذا كان للائتلاف الكبير خطة جيدة؟" مشيرة الى أن إصلاحا ضريبيا رئيسيا، وقانونا للهجرة أو حتى إدراج تأمين للصحة العمومية هي جميعها أهداف طموحة جديرة بأن يتم الدفاع عنها.