لليوم الثاني على التوالي، خرج العشرات من سكان أوطاط الحاج بإقليم بولمان، الثلاثاء، في مسيرة حاشدة للاحتجاج على "تردي" الوضع الصحي بالمدينة؛ وذلك إثر وفاة شخص، الاثنين، كان قد أدخل إلى المركز الصحي الاستشفائي أحمد بن إدريس الميسوري للعلاج من إصاباته الناجمة عن تعرض عربته المجرورة بحصان، التي كان يستغلها في نقل البضائع، لحادثة سير خطيرة وسط المدينة. ونظمت هذه المسيرة الاحتجاجية، التي جابت مختلف شوارع مدينة أوطاط الحاج، بدعوة من "لجنة الحراك الشعبي لأوطاط الحاج"، ورفعت فيها شعارات تطالب بتحسين وتجويد الخدمات الطبية بالمركز الصحي الاستشفائي المحلي، من قبيل "لا بوطة لا فرينة .. الصحة اللي بغينا". وقال عبد العزيز لحموزي، عضو "لجنة الحراك الشعبي لأوطاط الحاج"، إن "مول الكروسة قضى وقتا أكثر من اللازم داخل المركز الصحي الاستشفائي المحلي دون تدخل طبي، نظرا لغياب الطبيب وسيارة الإسعاف"، مضيفا أن "وفاة الهالك تعد، فقط، القطرة التي أفاضت الكأس؛ فمعاناة الساكنة قديمة مع خدمات المركز الصحي الاستشفائي أحمد بن إدريس الميسوري". وأورد المتحدث لهسبريس أن "تردي الخدمات الصحية العمومية محليا تتمثل في قلة الموارد البشرية، وضعف التجهيزات الأساسية، وغياب الأدوية والتخصصات، وسوء استقبال المواطنين"، فضلا عن "عدم توفر المستشفى على طبيب للنساء والتوليد منذ ستة أشهر"، كاشفا أن "جميع حالات الولادة يتم توجيهها إلى مدينة فاس". من جانبها، نفت وزارة الصحة، في بلاغ لها أصدرته مساء الثلاثاء، عدم تقصير مصالحها الصحية بأوطاط الحاج في التكفل بصاحب العربة، موضحة أن السيد (ح. ط)، البالغ من العمر 54 سنة، تعرض لحادثة سير بالمجال الحضري لأوطاط الحاج. وعلى إثر ذلك، يضيف بلاغ الوزارة، تم استقباله بمستعجلات أوطاط الحاج، الاثنين، في الساعة الواحدة والربع بعد الزوال، وتم إخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة (فحص سريري والفحص بالأشعة) من طرف طاقم طبي يتكون من طبيب المستعجلات وطبيب اختصاصي في الجراحة العامة. وأبرز البلاغ أنه تبين أن حالته الصحية جد حرجة (إصابات بليغة على مستوى الرأس والأطراف السفلى)، مما يستوجب نقله، على وجه السرعة، إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس قصد العلاج والاستشفاء. وبتوافق مع عائلة المصاب، توضح الوثيقة ذاتها، وبعد تقديم العلاجات الضرورية من أجل استقرار حالته الصحية، تم نقله في الحين بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، إلا أنه وافته المنية في الطريق على بعد 40 كيلومترا من مدينة أوطاط الحاج.