تدخلت مروحية للدرك الملكي، اليوم الثلاثاء، لإنقاذ أستاذين في وضعية صحية حرجة، تعرضا لاختناق بسبب حطب التدفئة، في دوار تامنكنسيفت التابع لجماعة آيت تامليل بإقليمأزيلال، ونُقل الأستاذان إلى المستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش لتلقي العلاجات الضرورية. وقال خالد الحبشي، مدير مجموعة مدارس آيت تامليل، إن "الأستاذين تعرّضا لاختناق في محل إقامتهما بفعل تسرب غاز أحادي أوكسيد الكربون، الناتج عن الاحتراق في المدفئة". وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس أن "الأستاذين أبلغا هاتفياً زملاءهما في سكن مجاور، وقامواْ بمساعدتهما إلا أن حالتهما تدهورت". وزاد مدير المؤسسة التعليمية قائلا: "اتصلت بالمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، وبقائد قيادة آيت تامليل، ورئس الجماعة القروية الذي أرسل جرافتين لفتح الطريق التي تحاصرها الثلوج، إلا أن محاولاتهم فشلت". وأشار المتحدث إلى أن "مروحية الدرك الملكي وصلت من الرباط بعد تواصل المدير الإقليمي للتربية الوطنية مع عامل إقليمأزيلال، الذي اتصل بدوره بالدرك الملكي في الرباط". وأوضح المسؤول التربوي ذاته أن "المنطقة تحاصرها الثلوج وبلغ سمكها صباح اليوم أكثر من متر تقريباً، في منطقة تبعد عن مدينة دمنات بأكثر من 54 كلم، وكانت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية أصدرت مذكرة لتعطيل الدراسة بهذه المناطق التي تحاصرها الثلوج". هشام بن سعيدي، الكاتب العام للفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بدمنات، قال إن "تدخل السلطات لإنقاذ الأستاذين تأخر بأكثر من يوم، وكادا يفقدان حياتهما لولا لطف الله وتدخل السكان لإنقاذهما". وفي الوقت الذي أشار فيه الفاعل النقابي إلى أن "أحد الأساتذة ظل فاقداً للوعي إلى حدود ليل أمس"، طالب المديرية الإقليمية للوزارة الوصية على القطاع التعليمي ب"إصدار مذكرة تعطيل الدراسة في هذه المناطق بشكل مبكر، لتمكين الأساتذة من مغادرة المنطقة، خصوصاً أن مذكرة الأرصاد الجوية بهذا الخصوص صدرت قبل أسبوع". ودعا النقابي نفسه "الجهات المعنية إلى تفعيل إجراءات استباقية، وتوفير الآليات الضرورية لفك العزلة على هذه المناطق، التي يشتغل فيها أساتذة أغلبهم متعاقدون جدد، لا يعرفون المنطقة جيداً"، لافتاً إلى أن "هذه الحوادث تتكرر سنوياً، وكان آخرها حادثة سير تعرض لها سبعة أساتذة، ظلواْ محاصرين في مجموعة مدارس ألمسا، وانزلقت بهم سيارة في واد بسبب كثافة الثلوج، بعد محاولتهم مغادرة المنطقة".