طالب أساقفة إسبان حكومة مدريد بضرورة إغلاق مراكز إيواء المهاجرين الأجانب، على خلفية واقعة العثور على مراهق مغربي جثة هامدة داخل غرفته بأحد الفضاءات الإيوائية المخصصة لتقديم الرعاية للأطفال المغاربة غير المصحوبين، بمدينة مليلية الخاضعة للاستعمار الإسباني. وقال أسقف كنيسة بلدية "Astorga"، التابعة لمحافظة كاستيا إي ليون، إن الحكومة الإسبانية أخفقت كثيرا في سياسة الهجرة غير النظامية، مضيفا أن "مدريد لم تفِ بحصتها بشأن استقبال اللاجئين الفارين من بؤر الصراع، وأقرت قانونا يسمح بتسليم المهاجرين إلى السلطات المغربية بشكل فوري"، على حد قوله. وأشاد المتحدث ذاته، خلال مداخلة ألقاها بمنتدى نظم بمدينة "مالقا" الإسبانية لتدارس أوضاع المهاجرين واللاجئين فوق التراب الإسباني، بالعمل الذي تقوم به الناشطة الحقوقية الإسبانية إلينا مالينو، التي تم تأجيل محاكمتها من قبل محكمة الاستئناف بمدينة طنجة بشأن تهم تتعلق بالاتجار بالبشر. وأجمع أساقفة آخرون، شاركوا في المنتدى، على ضرورة البحث عن حلول بديلة بخصوص ملف الهجرة، مطالبين في السياق ذاته بضرورة "الترحيب بالمرشحين للهجرة السرية وحمايتهم ومساعدتهم على الاندماج والقطع مع أساليب الطرد الجماعي التي تمارس في حقهم، وفتح ممرات إنسانية تسهل لهم عملية العبور". ودعا المتدخلون الحكومة الإسبانية إلى الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في استقبال الأطفال والمسنين والمرضى والضعفاء الذين يعيشون في بلدان تمر من مرحلة حرب، معبرين عن رفضهم لقانون المواطن المعروف باسم "Ley Mordaza"، الذي يمنح الحق للشرطة الإسبانية بإعادة المهاجرين الأجانب إلى المغرب بشكل فوري. من جهته، قال خوان أنطونيو مينينديث، رئيس منظمة شؤون المهاجرين بإسبانيا، إن المناطق المجاورة لسياجي سبتة ومليلية تعرف انتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة المرافق المخصصة لإيواء الأطفال القاصرين المغاربة، مؤكدا أنه "حان الوقت للقطع مع الصور النمطية، كون الهجرة تسهم في بناء الدول"، وفق تعبيره.