صدر مرسوم حكومي جديد يقضي بإدراج موقع جبل إيغود الأركيولوجي في عداد الآثار، وذلك بعد الاكتشاف العلمي الأخير من قِبل باحثين مغاربة من المعهد الوطني لعلوم الآثار وباحثين ألمان، إذ عثروا على بقايا عظام لأقدم إنسان عاقل نواحي مدينة اليوسفية؛ وهو الحدث الذي أعاد كتابة تاريخ البشرية. وتضمنت الجريدة الرسمية في عددها الأخير رقم 6635 قرارا لوزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بناء على القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات، بتصنيف الموقع الأركيولوجي المتواجد ضمن تراب الجماعة السلالية الرياحنة تراثا وطنيا وجب الحفاظ عليه وحمايته. وجاء في القرار الجديد أنه "لا يمكن القيام بأي أشغال إصلاح أو إبراز القيمة داخل منطقة الإدراج المحددة في رسم تصميمي إلا بترخيص من وزارة الثقافة والاتصال وتحت مراقبتها؛ كما أنه لا يمكن إحداث أي تغيير في المكونات التراثية للبناية أو في شكلها العام ما لم تعلم بذلك وزرة الثقافة والاتصال قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل". عبد الواحد بنصر، الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وهو من الباحثين الذين ساهموا في الاكتشافات الحديثة، إلى جانب باحثين ألمان، قال في تصريح لهسبريس إن تصنيف موقع جبل إيغود جاء إثر الأبحاث العالمية وانخراط المسؤولين على أعلى مستوى من أجل حماية الموقع الأثري، كاشفاً وجود تعليمات ملكية سرعت مسطرة إدراجه تراثا وطنيا. وأوضح المتحدث أن منطقة جبل إيغود مكسب لجميع المغاربة وعلماء الآثار والمهتمين، ولفت إلى أن القانون الجديد الذي يسهر على تسيير المواقع التاريخية سيحمي الموقع من أي تصرف يمكن أن يحدث ضررا به، وأضاف أن التصنيف الجديد سيسهم في زيادة التعريف بالاكتشاف التاريخي في أفق دخوله إلى تصنيفات عالمية أخرى. وحسب المعطيات التي قدمها سابقاً فريق الباحثين، فقد جرى اكتشاف بقايا تعود لخمسة أجساد بشرية، عمّرت ما بين أربعين وخمسين سنة قبل وفاة أصحابها، ورجحوا أن تكون بقايا العظام التي كشفت التحاليل الدقيقة التي خضعت لها أنها تعود إلى 315 ألف سنة لامْرأة. ويشار إلى أن الموقع الأثري الذي جرى تصنيفه تراثا وطنيا معروف منذ عام 1960، إذ اكتُشفت فيه بقايا إنسان من طرف الباحث الفرنسي إميل نوشي، يعود تاريخها إلى 50 ألف سنة. وفي الثمانينيات من القرن الماضي جرى اكتشاف بقايا إنسان جديدة يعود تاريخها إلى 110 آلاف سنة، قبل أن يتمّ اكتشاف البقايا الأخيرة، والتي يعود تاريخها إلى 315 ألف سنة. وكانت إحدى أقدم بقايا إنسان عاقل توجد بكينيا، وتعود إلى 200 ألف سنة، وأخرى بجنوب إفريقيا، يعود تاريخها إلى 260 ألف سنة. وجاءت اكتشافات جبل إيغود لتجعل من المغرب مهدا لأقدم إنسان عاقل حسب النتائج المتوصل إليها في الفترة الحالية.