اتخذت ولاية أمن فاس إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين ليلة احتفالات رأس السنة الميلادية 2018، حيث انتشرت، كما عاينت ذلك هسبريس، التشكيلات الأمنية مختلفة المهام، مدعمة بعناصر القوات المساعدة، بمختلف شوارع المدينة والنقط الحساسة بها، خاصة المنشآت السياحية والتمثيليات الأجنبية. وأكد عبد الإله السعيد، والي أمن فاس، في تصريح صحافي أدلى به بعيد انطلاق الاحتفالات برأس السنة الجديدة، أن "جميع الوحدات، بدون استثناء، سواء بالزي الرسمي أو المدني، انخرطت في هذه المنظومة الأمنية"، موردا أن من بينها، على الخصوص، الوحدات المتخصصة مثل الشرطة القضائية، وفرقة الكلاب المدربة على المتفجرات والمخدرات، وفرقتي الخيالة والدراجين، والفرقة السياحية، ودوائر الشرطة والأمن العمومي. وأبرز السعيد أنه تم، كذلك، تسخير خمس مصالح لحوادث السير لمواكبة هذه الاحتفالات، كما تمت تعبئة فرق التدخل والأبحاث المتخصصة في محاربة الجريمة العنيفة، والفرق الجهوية للتدخل المتخصصة في مكافحة الجريمة المنظمة، التي ذكر أن "لها وسائل جد متطورة، وخاضعة لتداريب وتقنيات عالية". وأوضح السعيد أنه تم إشراك العنصر النسوي في هذه التغطية، فضلا عن إقامة عدة سدود، سواء السدود القضائية الثابتة أو السدود الإدارية المتحركة، بجميع محاور المدينة، "والهدف هو ضمان أمن المواطنين حتى يحسوا بأن الأمن قريب منهم، وليحتفلوا في أجواء جد إيجابية"، يقول والي أمن فاس. وأبرز المتحدث ذاته أن الترتيبات الأمنية لتأمين هذه المناسبة متخذة منذ مدة؛ وذلك بناء على الاجتماعات المسبقة لجميع مكونات الأمن الولائي، "التي مكنت من وضع خطة أمنية محكمة للوقاية، تعتمد، بالأساس، على النجاعة والاستباقية وجاهزية القوات". وأكد السعيد أن "الخطة الأمنية شملت جميع أرجاء المدينة، من بينها الشوارع العامة وأماكن التسوق، وأماكن إقامة الاحتفالات، والأحياء الشعبية، بالإضافة إلى الفضاءات الخاصة بالأجانب"، موردا أن هناك أكثر من 16 فندقا وحوالي 8 رياضات لإقامة هذه الاحتفالات. وقد تم توفير معدات تقنية متطورة لإنجاح مهام العناصر الأمنية بفاس، من بينها وسائل حديثة، كما هو الشأن بالنسبة للتطبيق الجديد للبصمة الجينية الذي يمكن، كما عاينت ذلك الجريدة، من التعرف على الأشخاص الذين يشكلون موضوع مذكرات بحث، وهي التقنية التي يتم استعمالها لأول مرة من طرف العناصر الأمنية بفاس. من جانبه، أوضح محمد بولحباش، رئيس القيادة العليا للهيئات الحضرية بولاية أمن فاس، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين جميع النقط السوداء والنقط الحساسة والمضلعات الأمنية والمصالح الأجنبية، وتأمين المرور في وسط المدينة والمحاور الأساسية التي تعرف ضغطا لحركة السير. في غضون ذلك، نجحت الوحدات الأمنية بفاس، كما وقفت على ذلك هسبريس، في عدة تدخلات استباقية استهدفت، بالخصوص، مروجي المخدرات والخمور المهربة وحاملي السلاح الأبيض، حيث تمكنت، في هذا الإطار، من توقيف مروج للخمور وسط المدينة كان بصدد نقل قنينات منها على متن دراجته النارية، وشاب هدد المارة بشارع الشفشاوني باستعمال السلاح الأبيض، فضلا عن توقيف راكب بالسد القضائي المقام بمدخل مدينة فاس على طريق مكناس، الذي بعد تفتيشه، تم العثور بحوزته على كمية من مخدر الشيرا.