بعد الصراعات التي شهدها قطاع النقل بالدارالبيضاء بين أصحاب سيارات الأجرة والشركات التي تشتغل بواسطة التطبيقات الذكية، يتجه مهنيو "الطاكسيات" إلى ولوج هذه التطبيقات من أجل تقديم خدمة جيدة لفائدة الزبناء بالعاصمة الاقتصادية. وشرعت هيئات نقابية عدة في عقد شراكات مع شركات فرنسية مختصة في التطبيقات الذكية، على رأسها فرع شركة "اييتش" التي ستمنحهم خدمة يطلق عليها "الطاكسي فيديك" ستسهل تواصل الزبناء مع أصحاب سيارات الأجرة على غرار باقي التطبيقات. وقال صديق بوجعيرة، الكاتب العام الجهوي للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، في تصريح لهسبريس، إن هذا التوجه يأتي "في سياق المواجهة التي تجري مع التطبيقات التي تشتغل بواسطة سيارات غير مرخصة، وهي المواجهة التي امتدت لما يزيد عن سنتين". وأضاف: "كان من الضروري أن نفكر في آفاق الصراع الذي لا يعرف أحد مصيره ونهايته؛ ما جعلنا نتجه إلى توفير هاته التطبيقات التي بات الزبناء في الدارالبيضاء يطلبونها". وشدد الكاتب الجهوي للنقابة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، ضمن تصريحه، على أن "أصحاب الطاكسيات استشعروا أهمية هاته التطبيقات، وبالتالي عزموا على استعمالها وتوفيرها لفائدة الزبناء والمنافسة بطرق مشروعة لأننا أصحاب حق، وهي خطوة كذلك لنعلن من خلالها المصالحة مع الساكنة". من جهة أخرى، أكد مصدر نقابي لهسبريس أن هناك مفاوضات مع ثلاث شركات أخرى، بعد التوصل إلى اتفاق معها سيتم توفير هاته التطبيقات الذكية لفائدة أصحاب سيارات الأجرة. ولفت مصدرنا إلى أن هذه التطبيقات "ستوفر خدمة أفضل للمواطن، كما ستمكن من ضبط بعض السائقين الذين يعمدون إلى رفع التسعيرة". وأشار المصدر النقابي إلى أن سيارات الأجرة الصغيرة ستعمل أيضا، إلى جانب هاته التطبيقات الذكية، على تطوير خدمات أخرى، من قبيل توفير وسائل تقنية ك"الشارجور" وسط السيارة، وقنينات ماء صغيرة يتم بيعها بثمن بيعها في الأسواق التجارية الكبرى. وبخصوص تغيير أسطول السيارات المستعملة حاليا، أكد المتحدث نفسه أن "هناك رغبة أكيدة لجميع المهنيين في ذلك، غير أنهم ينتظرون دعما ومساندة من طرف وزارة الداخلية والجهات الوصية على القطاع". ومن شأن دخول "الطاكسيات" بالدارالبيضاء عالم التطبيقات الذكية أن يعيد الثقة إليها من طرف الزبناء الذين عبروا في كثير من المرات عن تذمرهم من طريقة تعامل بعض السائقين ومن التعريفة وعدم جودة الخدمة؛ ما يجعلهم يتجهون صوب الشركات التي تعمل بواسطة التطبيقات رغم كونها تعد "نقلا سريا" في نظر النقابيين.