ناقش وزراء عرب ومسؤولون دوليون مشاكل الإسكان والتنمية الحضرية بالمنطقة العربية، مطالبين بضرورة النهوض بالمدن حتى لا تصبح مصدرا للمشاكل بل لتوفر فرصا للتنمية المستدامة، جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الوزاري العربي الثاني للإسكان والتنمية الحضرية المنعقد بالرباط تحت شعار: "تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة في المنطقة العربية". فاطنة الكيحل، كاتبة الدولة لدى وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عددت، في كلمة لها خلال افتتاح المنتدى صباح اليوم، المشاكل والتحديات التي يعرفها المغرب من جهة والمنطقة العربية من جهة ثانية على مستوى إعمار المدن، مشيدة بتجربة المملكة في السكن الاجتماعي ومحاربة دور الصفيح واصفة إياها ب "الهائلة". وقالت الكيحل إن تدبير القطاع يحتاج نجاعة خاصة من أجل الوصول إلى ضمان الحق في السكن للمواطن كيفما كان، وأيضا ضمان كرامته ورصد الحقوق البيئية والصحية والمجالية والاستدامة والصمود أمام الكوارث الطبيعية. من جانبه، أشاد جون كلوس، مدير برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، بالنموذج المغربي في محاربة العشوائيات قائلا إن المغرب منخرط في سياسات عمومية هدفها تغيير أوجه المدن عبر سياسات مندمجة للإسكان؛ وهو ما أسهم في التنمية الاقتصادية. وأبرز كلوس، في كلمة له خلال المنتدى، أن المجال الحضري هو آلية لدعم الاقتصاد، معتبرا أن التمدن والتحضر يمكن أن يخلق الثروة وليس فقط العشوائيات والمشاكل الاقتصادية، لافتا إلى أن الدول العربية لها سيناريوهات مختلفة للتنمية خاصة مع الارتفاع المتزايد لساكنتها. كمال حسن علي، الأمين العام للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، ألقى الضوء على بعض المشاكل التي تواجهها المنطقة منها ما أسماه "النزاعات المسلحة والإرهاب الأعمى والتهديد المستمر لدول المنطقة وانعدام الاستقرار ناهيك عن التأثيرات المناخية والتدهور البيئي". وقال علي، خلال مشاركته بالمنتدى، إن "هذه التحديات تمس حاضر ومستقبل الشعوب العربية؛ وهو ما يحتّم التصدي لها بتوحيد الصف"، مؤكدا على قدرة الدول العربية على تجاوز هذه الصعاب. وتابع: "دولنا بذلت مجهودات كبرى للتصدي لهذه التحديات، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي وحتى البيئي... البلدان العربية تعيش على وقع تغيرات متنوعة داخلية وخارجية وهو ما يلزمنا بتوحيد الصف"، مؤكدا أن العشوائيات وافتقاد الخدمات الأساسية لها تداعيات اجتماعية وأمنية وبالتالي "لا بد من القضاء عليها". من جانبها، تحدثت زينة علي أحمد، مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، عن ضرورة الخروج من المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام باستراتيجية تنفيذية للاستراتيجية العربية حول التنمية العربية المستدامة.