لم تخل لحظات تكريم سيدة المسرح ومُؤسِسة "فرقة الفنون"، فاطمة بنمزيان، بمناسبة اختتام الموسم الأول لتوطين فرقة المسرح المفتوح، من لحظات العتاب وجلد المسؤولين القائمين عن الشأن الفني والثقافي. أنور الجندي، نجل الفنانة الراحلة بنمزيان، قال في تصريح لهسبريس: "هذه الالتفاتة مبادرة طيبة من أسرة المسرح للراحلة بنمزيان التي ظلّ اسمها محبوباً طيلة مسيرتها الفنية وبعد وفاتها"، وأضاف: "الوالدة أفنت حياتها في خدمة أبِ الفنون، وهذا التكريم يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس فرقة مسرح الفنون". ولم يخف الجندي حزنه على حال أب الفنون، "لأننا أصبحنا نمارس التوسُّل والتسول ويعيش أهله العذاب لأنّ أجره كثير وأجرته قليلة، في حين إنّ الاهتمام أصبح منصباً على الجانب الغنائي بكثرة". وقال سليل الفنانيْن: "توفي والدي وفي قلبه نوع من الألم وانتظار الإفراج عن فيلمه (الحرمان)، وتوفيت والدتي وهي تنتظر إلى الرمق الأخير الإفراج عن مسلسلها الإذاعي (أنا وبناتي)، واليوم لازلت أنتظر الإفراج عن نصوص فيلمي (سبعة رجال)، الذي لازال حبيس رفوف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ سنوات". من جهته، قال الكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار إنّ "المسرحي المغربي يلعب دور سيزيف، كلما وصلت الصخرة إلى الجبل إلا وسقطت"، وأضاف: "تعيين مسؤولين بعيدين عن الميدان يضيع بين أيديهم الفن، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الفنانون، الشيء الذي يدفع الجميع إلى التباكي وعدم العمل وانتقاد أعمال الآخرين". وعن تكريم الراحلة بنمزيان، قال بنهدار: "ارتأينا الاحتفاء بالجيل القديم ورواد المسرح في اختتام موسم توطين الموسم المسرحي، وهي بادرة تُعد الأولى من نوعها من أجل إطلاع الجمهور والمسؤولين على حصيلة الموسم، والاحتفاء بالنساء اللواتي ناضلن من أجل تمهيد الطريق لفنانات الجيل الحالي". وقدّمت الراحلة فاطمة بنمزيان سلسلة أعمال إذاعية وتلفزيونية ناجحة نالت عنها جوائز مختلفة، منها مسرحية "بنت النكافة بايرة"، من تأليف أنور الجندي وإخراج هاجر الجندي، التي كانت مشاركتها فيها رمزية بعدما اضطرت للتخلي عن دورها الرئيسي جراء مرضها.