لم تخف أرملة البرلماني عبد اللطيف مرداس، الذي وجد مقتولا أمام منزله بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، علاقتها الوطيدة مع هشام المشتراي، المتهم الرئيسي في جريمة القتل. وسارعت أرملة الضحية البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري، خلال مثولها يومه الاثنين أمام القاضي بمحكمة الاستئناف، إلى تأكيد العلاقة بين الطرفين، والتي توطدت بفضل المكالمات الهاتفية التي كانت تتم بينهما حتى ساعات متأخرة من الليل. وأكدت المتهمة وفاء أن علاقتها بالمتهم الرئيسي المستشار الجماعي لم تقتصر فقط على التواصل عبر الهاتف، وإنما كان الجنس حاضرا فيها؛ ذلك أنها اعترفت بقضائهما لحظات ساخنة لثلاث مرات. وبعد أن انهارت بالبكاء في جلسة تعرف متابعة وحضور أقاربها وأقارب باقي المتهمين، وصفت المتهمة زوجها الضحية ب"الطاغية والقبيح"؛ ذلك أنه كان يعرضها للتعنيف ويعاملها مثل "الخادمة"، وهو ما دفعها إلى طلب الطلاق منه. وتؤكد المتهمة أن تعرفها على العرافة "الشوافة" ومن ثمّ تعرفها على المشتراي، الذي سيصبح الشخص الذي تلجأ إليه من أجل حكي تفاصيل حياتها، كان بغرض إبطال سحر لزوجها، على غرار زوجات مسؤولين كبار الذين كانوا يتوافدون على العرافة لأغراض الشعوذة. وبخصوص ليلة مقتل مرداس، أكدت أرملته أنها وقت وقوع الجريمة كانت توجد بمنزل والديها، مشيرة إلى أن اتصالها بابنتها مساء اليوم نفسه كان بغرض التأكد من عودتها من المدرسة؛ لأنها أي وفاء كانت توجد بمنزل جيران والدتها من أجل التعزية وبعلم من الضحية. وتضيف المتهمة أن هذه المكالمة مع ابنتها كانت الأخيرة، والتي أخبرتها فيها بإصابة مرداس بحجر ووفاته على الفور؛ فيما نفت أن تكون قد أجرت اتصالا مع "عشيقها" المتهم الرئيسي، مشيرة إلى أنها كانت قد ضربت موعدا معه؛ غير أنه تخلف عن ذلك، ما جعلها تنزعج منه. وفي الوقت الذي جرى الحديث فيه عن منحها ستة ملايين إلى المتهم من أجل تسهيل هروب ابن أخته حمزة المتهم بدوره في القضية إلى الخارج، نفت التهمة مؤكدة أن صندوقا كان الراحل يضع به مبلغ 20 مليون سنتيم، والذي سعى شقيق الضحية إلى الاستحواذ عليه؛ غير أنها أخرجت منه مبلغ 6 ملايين ومنحته إلى العرافة رقية لإبقائه بحوزتها. ونفت رقية المتهمة الرابعة في هذا الملف، والتي تعد "شوافة" ولها علاقة بالمتهمين بحسب تصريحاتهما، أن تكون على علم بقصتهما، مؤكدة أنها لم تكن على دراية بقصة الحب التي تجمعهما، بالرغم من إقرارها بصداقتها بأرملة مرداس، إلا فيما بعد. كما نفت العرافة خلال مثولها أمام القاضي، على غرار الأرملة، علمها بالجريمة ولا بتفاصيلها. وقررت هيئة الحكم تأجيل النظر في الملف إلى غاية الاثنين المقبل، حيث سيتقدم محامو المتهمين بدفوعاتهم قبل إدخال القضية للمداولة والنطق بالحكم.