بدأ ملف محاكمة المتهمين في قضية مقتل البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري، عبد اللطيف مرداس، يعرف تطورات جديدة قد تغير مجرى المحاكمة التي تتم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وشهدت الجلسة الثانية من محاكمة المتابعين في قضية البرلماني الذي وجد مقتولا أمام منزله بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء شهر مارس الماضي، المنعقدة اليوم الاثنين، تطورات جديدة بعد مطالبة دفاع المتهمين باستدعاء الشهود؛ وهو ما قد يكشف تفاصيل جديدة في هذه القضية التي أصبحت تحظى باهتمام الرأي العام. وطالب دفاع المتهمين في هذه الجلسة، التي جرى تأجيلها إلى غاية ال 20 من الشهر المقبل، باستدعاء حارسين ليليين بالحي الذي وجد فيه البرلماني مقتولا؛ وذلك بعد تضمين تصريحاتهما في محضر الضابطة القضائية. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل طالب محامي المتهم الرئيسي في الجريمة، المستشار الجماعي هشام المشتراي، باستدعاء الناشط الحقوقي مراد الكرطومي المعتقل بسجن عكاشة بالدار البيضاء على خلفية توجيهه اتهامات إلى قضاة بالارتشاء. ويأتي طلب استدعاء الكرطومي كشاهد في هذا الملف، بحسب المحامي بوعبيد بنيعيش، دفاع المتهم الرئيسي، لكون الناشط الحقوقي كان قد أكد في شريط فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي أنه على معرفة بقاتل البرلماني مرداس. وقال بنيعيش في تصريح لهسبريس: "مطالبتي باستدعاء الكرطومي جاءت بسبب كونه أدلى في شريط فيديو بمعرفة مواصفات الشخص الذي قام بتنفيذ جريمة القتل؛ حيث أكد أن له علاقة بتجارة المخدرات"، مضيفا: "نطالب باستدعائه لنتبين ما إن كان يعتد بكلامه أو لا، لاسيما وأنه عرف بكونه قدم خدمات للعدالة سابقا من خلال ملف المال العام بسوق الجملة بالدار البيضاء". وشكك المحامي بنيعيش في محاضر الضابطة القضائية، ولفت إلى أنها قد تكون ملفقة أو انتزعت تحت الإكراه، مشيرا إلى أن "مرحلة المحاكمة تبقى مرحلة حاسمة، بينما لا يعتد بمرحلة البحث التمهيدي". وشدد المتحدث نفسه على أن موكله، المستشار الجماعي المتهم في القضية، أسر له بتعرضه "للإكراه من أجل إعادة تمثيل الجريمة، وأن معظم ما جاء في محاضر الضابطة القضائية غير صحيح". وعرفت أطوار المحاكمة في جلستها الثانية، إلى جانب حضور عدد من أفراد أسر المتهمين، حضور ابنة الضحية التي انهارت بالبكاء وسط القاعة رقم 7، قبل أن تغادرها وهي تصرخ في وجه عمها عبد الكريم مرداس قائلة: "عمرك تفكرتينا ولا سولتي فينا". وعلى غرار الجلسة الماضية، بدت وفاء، أرملة مرداس، مبتسمة وغير متأثرة بأطوار المحاكمة؛ إذ كانت بين الفينة والأخرى تلوح إلى أقاربها المتواجدين في القاعة، بينما بدا المتهم الرئيسي، هشام المشتراي، غير آبه بالتهم الموجهة إليه في جريمة هزت الرأي العام. ويواجه المتهم الرئيسي المستشار المشتراي تهم "المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإخفاء شخص عمدا مع علمه بارتكابه جناية، وتهريبه من الاعتقال". أما أرملة الضحية وابن شقيقة المتهم الرئيسي والعرافة، فيتابعون بتهم "المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإخفاء مجرم وتهريبه من الاعتقال والبحث".