احتفلت مدينة سيدي بوزيد، وسط تونس، الأحد، بالذكرى السابعة للثورة التونسية التي انطلقت شرارتها من المدينة قبل أن تنجح بالإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. أقدم البائع المتجول محمد البوعزيزي، على حرق نفسه أمام مقر المحافظة في مدينة سيدي بو زيد، احتجاجا على منعه على يد شرطية من ممارسة عمله في شوارع المدينة. وأشعلت الواقعة ثورة شعبية انتهت بهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي يوم 14 يناير 2011، وفتحت مسارا ثوريا مسّ دولاً عربية أخرى. ومنذ صباح اليوم، شهدت ساحة "الشهيد البوعزيزي" في سيدي بوزيد، توافد مئات المواطنين من مختلف المحافظات المجاورة وممثلين عن مختلف مكونات المجتمع المدني للمشاركة بمهرجان إحياء "ثورة 17 ديسمبر". وانتشرت الوحدات الأمنية بمختلف تشكيلاتها، بشكل مكثف في ساحة الاحتفال والطرق المتفرعة منها، بهدف تأمين سير فعاليات المهرجان. وقال رئيس المهرجان، محمد نجيب كوكة، في كلمة افتتاحية، إن "الثورة ساهمت في ضمان مكسب الحريات". وندد كوكة بما وصفه "تعمد" تغيب رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) محمد الناصر، عن الاحتفال بذكرى الثورة. وأعرب عن رفضه لأي تبريرات لعدم حضور المسؤولين الثلاثة رغم الدعوات التي وجهت إليهم. من جانبه، قال حسان الحناشي، أمين عام حزب "تيار المحبة"، على هامش المهرجان، إنه "بعد سبع سنوات من اندلاع الثورة لم تتحقق المطالب الشعبية التي نادت بالحرية والتشغيل والعدالة الاجتماعية". ورأى الحناشي أن "الشعب التونسي قد ازدادا فقرا بعد الثورة واتسعت الفجوة بين الطبقات الاجتماعية". وفي أحاديث منفصلة، انتقد تونسيون مشاركون في المهرجان، عدم تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، رغم مرور سبعة أعوام على اندلاع الثورة. المحامي محمد الجلالي، قال إن "الثورة جاءت نتيجة قهر اجتماعي بلغ حد الإشباع غير أن الشعب لم تكن لديه استعدادات معرفية وثقافية لازمة حتى يجني ثمار هذه الثورة". وأضاف الجلالي: "النخب لم تكن على قدر من الوعي أيضا فتكالبت على المناصب عوض الانكباب على إصلاح الأوضاع الاجتماعية والسياسية وهو ما سهل تدخل الغرب لإجهاض الثورة لأنها مثلت خطرا على مصالحه في تونس". أما قيس البوعزيزي، وهو شاب عاطل، فأعرب عن عدم ثقته في السياسيين والأحزاب التونسية لأنها "لا تلتفت إلى الشعب إلا في المناسبات الانتخابية". وقال البوعزيزي، إن "الحكومات المتعاقبة على تونس بعد الثورة ولدت هشة ولم تكن قادرة على الإصلاح والتنمية". وعلى هامش المهرجان، نظم شبان تونسيون عاطلون عن العمل احتجاجا، رفعوا خلاله شعارات منددة بسياسة الحكومة، منها "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، و"لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب". وقد دفع الاحتجاج وزيرة السياحة سلمى الرقيق اللومي، إلى التراجع عن إلقاء كلمة خلال المهرجان ومغادرة منصة الشرف مع الوفد المرافق لها. *وكالة أنباء الأناضول