شهدت مدينة سيدي بوزيدالتونسية (وسط غرب ) السبت 17 دجنبر الجاري، احتفالات كبرى بحضور الرئيس التونسي المؤقت ، المنصف المرزوقي ،وذلك بمناسبة ذكرى اندلاع الشرارة الأولى لثورة 14 يناير 2011 ، التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس ، زين العابدين بن علي. ففي مثل هذا اليوم (17 دجنبر ) من السنة الماضية أقدم الشاب التونسي ، محمد البوعزيزي ،البائع المتجول، على حرق نفسه أمام مقر الولاية احتجاجا على إهانته ومصادرة عربته التي كان يستعملها لبيع الخضر والفواكه ، بحجة عدم امتلاكه الرخصة اللازمة لذلك. ومثل هذا الحادث الشرارة التي أشعلت انتفاضة شعبية عارمة رافقتها أحداث عنف ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين ، في العديد من المدن التونسية بما فيها العاصمة، راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى. وبلغت الأحداث أوجها في العاصمة، في 14 يناير الماضي، اضطر معها الرئيس السابق ، إلى مغادرة تونس تحت ضغط الشارع ، لتدخل البلاد مرحلة حرجة في تاريخها ، بعد أن تم تجميد العمل بالدستور والمؤسسات الدستورية ، إلى حين تنظيم انتخابات لاختيار مجلس تأسيسي يتولى وضع دستور جديد . ولتفادي الفراغ السياسي تم تعيين رئيس مجلس النواب، فؤاد المبزع ،رئيسا مؤقتا للجمهورية تنفيذا لمقتضيات الدستور، وتنصيب حكومة انتقالية. وخلال مهرجان شعبي كبير حضره الآلاف من أهالي المنطقة والمدن التونسية الأخرى، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الرسمية وممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات ،ألقى المنصف المرزوقي كلمة بالمناسبة ، قال في مستهلها "أتيت اليوم لأقول لكم شكرا لان هذه الأرض ، أرض سيدي بوزيد والمناطق المجاورة، عانت لعقود طويلة من الاحتقار ، لكنها أرجعت الكرامة لتونس ولشعبها ،شكرا لكم لأنكم كنتم الشرارة التي أشعلت الثورة وتحدت الحدود"، ووعد أهالي سيدي بوزيد ، التي تضم أكثر من 100 ألف نسمة ،بالعمل على "إعادة الاعتبار لهذه المنطقة المهمشة". وبالساحة الكبرى وسط المدينة التي أصبحت تحمل اسم (ساحة الشهيد محمد البوعزيزي)، رفعت صورة كبيرة للبوعزيزي والعلم التونسي وصور "شهداء ثورة الكرامة والحرية"، الذين سقطوا خلال الأحداث، والتي يقدر عددهم حسب إحصائية للهيئات التابعة للأمم المتحدة بنحو 340 . كما تم بالمناسبة تدشين نصب تذكاري يمثل عربة البوعزيزي ، تناثرت حولها الكراسي ويعلوها العلم التونسي ، في لوحة رخامية كتب عليها عبارة،"تونس فوق كل اعتبار".