أمرت المحكمة الابتدائية بمدينة سيدي بوزيد بالجنوب التونسي ,اليوم , بإطلاق سراح الشرطية, فاديا حمدي, بعد أن برأتها من تهمة "صفع" الشاب التونسي, محمد البوعزيزي, في ديسمبر الماضي ,مما دفعه إلى إضرام النار في نفسه , ليموت لاحقا في المستشفى. وأصدرت المحكمة حكما يقضي بعدم سماع الدعوى في هذه القضية ,التي شغلت الرأي العام التونسي , بعد أن قررت أسرة البوعزيزي التنازل عن الدعوى . ويعود الحادث إلى 17 ديسمبر من السنة الماضية , عندما تعرض البوعزيزي, وهو شاب جامعي عاطل عن العمل , كان يعمل بائعا متجولا , لإهانة من قبل أعوان شرطة البلدية, فلجأ إلى إحراق نفسه , وهو الحادث الذي مثل الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الشعبية في مختلف أنحاء تونس وأدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي الاسبق, زين العابدين بن علي , في 14 يناير الماضي , فيما فارق البوعزيزي (26 سنة) الحياة في 4 يناير متأثرا بالحروق التي أصيب بها . وكانت الشرطية فاديا حمدي قد أودعت السجن غداة وقوع الحادث بتهمة صفع البوعزيزي , وظلت رهن الاعتقال إلى حين مثولها اليوم أمام المحكمة , التي أسقطت الدعوى وأمرت بإطلاق سراحها.ونقلت وسائل الإعلام التونسية عن والدة البوعزيزي, السيدة منوبية , قولها إن تنازلها عن القضية " لا يعني ضعف موقفها , وإنما كان قرارا صعبا, جاء لتجنب الكراهية والاحقاد ولتكريس مبدأ التسامح وقيم المصالحة بين أهالي سيدي بوزيد".