أقيمت مراسيم دفن الشقيقين يونس وحسين أبو يعقوب، المتورطين في مقتل 16 شخصا وجرح العشرات في حادثة دهس بواسطة شاحنة استهدفت مارة بساحة "لاس رامبلاس" بمدينة برشلونة الإسبانية، تحت جنح الظلام الدامس بمقبرة أيت عمي علي بمسقط رأسهما بمدينة مريرت، وبحضور بعض أعوان السلطة. ووفق ما أوردته منابر إعلامية إسبانية، فإن عائلة الأخوين يونس وحسين أبو يعقوب، اللذين لقيا مصرعهما على يد عناصر الأمن الإسباني، قامت بدفنهما بشكل سري داخل قبرين مجهولين، مبرزة في السياق ذاته أن "عملية الدفن جرت دون أدنى دعاية وبطريقة تخالف الشعائر الإسلامية المعمول بها"، على حد تعبيرها. وقالت مصادر دبلوماسية مغربية لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" إن عائلة الضحيتين ببلدية "Ripoll"، التابعة لمحافظة جيرونا شمال إسبانيا، تقدمت في وقت سابق بطلب دفن المشتبه بهما داخل التراب المغربي، وهو المقترح الذي استجابت له السلطات القضائية الإسبانية بتسليم جثني الهالكين مطلع الأسبوع الجاري. وتبعا للمنبر الإعلامي ذاته، فإن السلطات المغربية أعطت بدورها الضوء الأخضر لعائلة الشقيقين، لكنها دعت في المقابل إلى ضرورة أن تتم مراسيم الدفن والتشييع في سرية تامة من أجل تفادي أي مظهر من مظاهر التجمهر، وبالتالي تجنب الزيارات المستقبلية للأشخاص الذين سيدفعهم فضول الانتقال إلى المكان. وأكدت "EFE" أن الجنازة تمت دون حضور أي فرد من أهل البلدة أو حتى عائلة الهالكين؛ إذ إنه فور وصول جثمان الضحيتين إلى المغرب عبر طائرة، جرى نقلهما مباشرة إلى مسقط رأسهما بمدينة مريرت، التابعة ترابيا لإقليم خنيفرة، في وقت لم ترحل فيه بعد جثتي الإخوة عمر ومحمد الهاشمي المنحدرين أيضا من المنطقة ذاتها. يشار إلى أن الشرطة الإسبانية أطلقت النار على المدعو يونس أبو يعقوب، قائد المركبة التي دهست حشدا من المارة بمدينة برشلونة، الذي كان يضع حزاما ناسفا وكان ينتمي إلى خلية مكونة من 12 فردا يشتبه في ضلوعهم المباشر في الحادث الدامي أواخر شهر غشت الماضي.