مشاريع متنوعة تلك التي تم إحداثها بمنطقة بودينار بإقليم الدريوش نواحي مدينة الناظور، بداية بتشجير أراض كانت مهددة بالتصحر، وصولا إلى إحداث مآوٍ سياحية، مرورا عبر إعانة التعاونيات الفلاحية؛ وذلك بهدف فك العزلة عن المنطقة ذات التضاريس الصعبة والبنية التحتية المتدهورة. وخلال جولة لها بالمنطقة، وقفت هسبريس على تنفيذ عدد من المشاريع التي نالت استحسان السكان، ومن بينها تشجير مئات الهكتارات من الأراضي بأشجار الزيتون. وفي هذا الإطار، قدرت بشرى وجيدي، ملحقة بالمديرية الجهوية للبيئة بالناظور، المساحة المغروسة بحوالي 350 هكتارا في ملك 167 فلاحا. وقالت وجيدي، ضمن تصريح لهسبريس، إن الأشجار مكنت الفلاحين اليوم من تحقيق اكتفاء ذاتي، ومن المرتقب أن يبدؤوا العام المقبل في بيع محاصليهم. وأوضحت وجيدي أن المشروع الممول بهبة مقدمة للوزارة من طرف البنك الدولي تدخل في إطار برنامج "مشروع التدبير المندمج للمناطق الساحلية بالجهة الشرقية للمملكة المغربية"، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 5,18 مليون دولار، سيعرف مواكبة من طرف مخطط المغرب الأخضر، ومن المتوقع أن يتم رفع المساحة المزروعة إلى تسع مائة هكتار. أحسن زيتون في المنطقة هو الذي تم غرسه ببودينار وبحسب المتحدثة، استفادت من المشروع جمعية معمران الفلاحية الناشطة ببودينار، مؤكدة أن فلاحيها تمكنوا اليوم من تحقيق اكتفاء ذاتي من الزيتون، إلا أنه من المنتظر مستقبلا تغيير الجمعية إلى تعاونية للتمكن من تسويق منتجاتها من الزيتون "خاصة أن ما يتم إنتاجه بالمنطقة هو ذو جودة ممتازة". وأكدت وجيدي أن "هدف الفلاحين بالمنطقة هو إنتاج زيت بودينار وتسويقه إلى مختلف المناطق، ليتمكنوا من توفير دخل قار يساعدهم في معيشتهم"، موضحة أن وزارة البيئة عملت في إطار البرنامج على تكوين الفلاحين على المستوى النظري والتطبيقي، كما سيتم توفير مستشار للتسويق يعكف على تعليمهم طرق بيع منتجاتهم وتعريفهم على المراحل التي يجب أن تمر منها قبل البيع. التشجير ليس هو المشروع الوحيد الذي تم تنفيذه بمنطقة بودينار في إطار برنامج "مشروع التدبير المندمج للمناطق الساحلية بالجهة الشرقية للمملكة المغربية"، بل هناك مشاريع متنوعة، من بينها تشجيع السياحة الإيكولوجية بشراكة مع مندوبية السياحة بالناظور. وفي هذا الإطار، قال سعيد الظريف، مندوب وزارة السياحة بالناظور، إن "الاختيار وقع على منطقة بودينار لتأهيل مآوٍ سياحة بمساندة سكان المنطقة لكونها تتوفر على المؤهلات الطبيعية والبشرية التي يمكن أن تنجح المشروع"، موضحا أن المشروع "عبارة عن وسط يتضمن مجالا جبليا قرب المجال البحري؛ وهو ما يمثل غنى ونقط جذب سياحية بالمنطقة". وأبرز الظريف، في تصريح لهسبريس، أن ما ساهم في تنمية النشاط السياحي بالمنطقة هو وجود مشروع مارتشيكا والميناء الكبير، وأيضا القرب من مطار وجدة، وهي "معطيات تساهم في إنجاح هذه السياحة القروية". وكشف الظريف أنه تم خلق ثلاثة مآوٍ سياحية تعد نواة المشروع، مفيدا بأن الأشغال بها سيتم الانتهاء منها في أواخر الشهر الجاري. كما تم "إشراك الفاعلين الذين يمكن أن يكونوا عامل جذب للسياحة، من قبيل أصحاب التعاونيات والصيادين وغيرهم، وتم تكوينهم في هذا المجال وتعريفهم على دور السياحة في تنمية المنطقة"، على حد تعبيره. وتابع قائلا: "المواقع الموجودة بالناظور وإقليم الدريوش لا نجد لها مثيلا بمناطق أخرى حتى العالمية منها، وهي من أحسن المناطق بالمغرب؛ فهي تتموقع بين مناطق بيئية وتاريخية وجغرافية ومواقع يمكن إعادة تأهيلها لتكون نقطة جذب سياحية".