معطيات مثيرة تلك التي كشف عنها التقرير السنوي الثاني للمرصد الوطني للعنف ضد النساء، إذ دقّ ناقوس خطر ارتفاع الاعتداءات الجسدية والجنسية ضد النساء، حيث تصدر العنف الجسدي أشكال العنف بنسبة تجاوزت 40 في المائة، احتل فيها الزوج صدارة مرتكبي العنف بنسبة 50 تفوق في المائة. وسجل التقرير، الذي أصدره المرصد بشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، انخفاض نسبة العنف الجسدي خلال سنة 2016، مقارنة مع سنة 2015، بنسبة ناهزت 17 في المائة؛ بينما سجلت الأشكال الأخرى ارتفاعا يبلغ 4 في المائة خلال الفترة ذاتها. المتزوجات أكثر الضحايا يمس العنف الجسدي، حسب التقرير الذي قدّمه مدير المرصد جمال الشاهدي، النساء المتزوجات بنسبة 56% بسنة 2016. أما بالنسبة للنساء العازبات فتصل إلى نسبة 23%، حيث صنفت الفئة العمرية ما بين 18 إلى 30 سنة المرتبة الأولى بنسبة 40 في المائة. وتصدرت الاعتداءات الجسدية اتجاه الراشدين نسبة 99 في المائة، مع تسجيل حالات عنف خطيرة اتجاه النساء، كحالات العنف المفضي إلى الموت، حيث سجلت 81 حالة قتل لسنة 2016، عكس سنة 2015 والتي سجلت 92 حالة. وسجلت الدارالبيضاء النسبة الأكبر لقضايا العنف الجسدي، حسب الدوائر القضائية للسنة الماضية، بنسبة 11 في المائة، تليها الرباط بنسبة 9 في المائة، ثم وجدة والجديدة بنسبة 7 في المائة من عدد القضايا المعروضة، في حين لم تسجل دائرة الحسيمة أي حالة عنف ناتج عنه أكثر من 20 يوما. وأكد التقرير أن الزوج يأتي في صدارة مرتكبي العنف بنسبة 58 في المائة، متبوعا بالغير بنسبة 35 في المائة. تعنيف المسنات عن تعرض النساء المسنات للعنف، سجل التقرير تعرض 883 امرأة مسنة تتجاوز عمرهن 61 سنة للعنف الجسدي خلال 2015 أي بنسبة 6 في المائة من مجموع الحالات المسجلة، و792 امرأة مسنة سنة 2016، مسجلا نسبة 5 في المائة. وأورد التقرير أن فئة النساء بدون عمل مأجور عن الأكثر عرضة لهذا الشكل من العنف بنسبة 56 في المائة، ثم المستخدمات بنسبة 15 في المائة، والعاملات في القطاع غير المنظم بنسبة 12 في المائة، والموظفات بنسبة 5 في المائة، وكذا فئة الطالبات بالنسبة ذاتها. وشهدت أكبر نسبة من الاعتداءات، حسب بيانات المصالح الأمنية، في الشارع العام، حيث شهد تسجيل أكبر نسب حالات الاعتداءات الجسدية مقارنة بباقي الفضاءات، بنسبة 54 في المائة في 2015 و55 في المائة في 2016، ويأتي العنف الممارس في بيت الزوجية في المرتبة الثانية بنسبة بلغت 35 في المائة في 2015 وارتفع ليبلغ نسبة 38 في المائة سنة 2016. الاغتصاب المعطيات المسجلة لدى وزارة العدل سجلت أن حالات الاعتداءات الجنسية ارتكبت بشكل رئيسي من قبل رجال راشدين بنسبة تصل إلى 96 في المائة، في حين 3.6 في المائة سجلت ضد قاصرين. وأبرز التقرير أن الاغتصاب يعد أكثر الاعتداءات الجنسية شيوعا، حيث سجلت نسبته 6.6 في المائة في 2016 من مجموع القضايا المسجلة في مجال العنف ضد النساء، وبلغت نسبة الاغتصاب 67.1 في المائة من مجموع قضايا الاعتداءات الجنسية المسجلة. وشكلت فئة العازبات أكثر النساء عرضة للاعتداءات الجسدية بنسبة 60 في المائة، والمطلقات 21 في المائة، والمتزوجات بنسبة 14 في المائة سنة 2016، احتل فيها الشارع العام صدارة الأماكن التي تتعرض فيها النساء لهذا الشكل من العنف بنسبة 68 في المائة.