في الوقت الذي كان يتجه فيه الاتحاد الأوروبي إلى إصدار بيان يعلن فيه عن موقف موحد رافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اعتماد القدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل، ظهرت أصوات معارضة للتوجه الأوروبي. دول أوروبا الشرقية استخدمت "حق الفيتو" أمام باقي دول الاتحاد الأوروبي، وحالت دون اتخاذ قرار موحد ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إذ أعلنت وسائل إعلام أوروبية أن من بين الدول الرافضة لهذا القرار الموحد هناك كل من المجر والتشيك اللتين تخططان هما أيضا لنقل سفارتيهما بإسرائيل إلى القدس، وبهذا تعترفان بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال؛ وهو ما يخالف المقتضيات الدولية الجاري بها العمل. وليست التشيك والمجر فقط من حالتا دون إصدار موقف موحد؛ بل تنضاف إليها كل من ليتوانيا واليونان اللتين تسعيان أيضا إلى توطيد علاقاتهما مع إسرائيل من جهة وأمريكا من جهة ثانية. وأكدت "أورو نيوز" أن هذه الدول حالت دون إصدار بيان موحد عن القضية الفلسطينية من لدن الاتحاد الأوروبي؛ وهو الرفض الذي انتقدته فيديريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية داخل الاتحاد، معتبرة أن الأمر سيعود بالعالم إلى "عصور الظلام". وأوضحت موغريني أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر لا يؤثر فقط على الشرق الأوسط؛ بل يطال العالم ككل، نظرا لكونه يخالف المقتضيات التي تنص عليها الأممالمتحدة. يذكر أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل أثار موجة من الغضب والرفض في صفوف الدول الكبرى، إذ أعلن أغلب رؤساء العالم رفضهم للقرار الذي يمثل تحديا لمقتضيات القانون الدولي ولقرارات الأممالمتحدة. ومن أبرز رافضي القرار هناك إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، الذي سبق أن كتب تدوينة يعبر فيها عن رفضه لقرار ترامب قائلا: "لا توافق فرنسا على قرار الولاياتالمتحدة، وتؤيد الحل القائم على وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان في سلام وأمن، وعاصمتهما القدس. ويجب التمتع بالهدوء والحوار". من جانبه، طالب البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، بضرورة احترام الأوضاع القائمة في مدينة القدسالمحتلة، طبقا للقرارات الصادرة عن الأممالمتحدة.