يبدو أن بطء محاكمة معتقلي حراك الريف لم تعد تطيقه الأسر التي تتكبد عناء التنقل من الحسيمة إلى الدارالبيضاء، ولا هيئة الحكم، ولا حتى المعتقلون أنفسهم؛ فقد شهدت الجلسة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء مساء الثلاثاء انتفاضة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل"، والمتابع في هذا الملف، على سير المحاكمة وبطئها، مطالبا هيئة الحكم بتسريعها. وعبر الصحافي المهداوي لرئيس الجلسة، علي الطرشي، من داخل القفص الزجاجي، وهو الذي لم يذكر اسمه طوال الجلستين السابقتين، عن استيائه من التأخير والتأجيلات المستمرة للمحاكمة، إلى جانب طولها، مؤكدا أن ملفه "فارغ"، وبالتالي "لا ينبغي أن تدوم محاكمته أكثر من نصف ساعة". ووجه حميد المهداوي، المتابع بتهمة عدم التبليغ عن المساس بأمن الدولة، والذي تم طرده من طرف رئيس الجلسة علي الطرشي، عتابه للجميع، خاصة أنه يتم اقتياده في الصباح ليعود مساء إلى السجن. ودخلت النيابة العامة على خط تصريحات الصحافي حميد المهداوي، إذ التمس ممثلها حكيم الوردي مراعاة وضعية المعتقلين والمتابعين في حالة سراح جراء المداخلات الطويلة لهيئة الدفاع. واعتبر ممثل الحق العام أن مرافعات المحامين أضحت تتكرر بشكل أسبوعي، دون مراعاة وضعية الأسر التي تقطع المئات من الكيلومترات أسبوعيا، ملتمسا التقدم في المحاكمة بما لا يحرم المتابعين من الحق في محاكمة عادلة. واضطر رئيس الجلسة أمام هذا الوضع، وبالنظر إلى طول مرافعات هيئة الدفاع، ما ينهك المعتقلين وأسرهم، إلى التأكيد أن الجلسات المقبلة سيتم التسريع من وتيرتها، بعقدها مرتين في الأسبوع، معتبرا أن تأخيرها إلى غاية الثلاثاء المقبل، الذي يصادف ال19 من الشهر الجاري، قرار استثنائي، بعدما كان يرغب في عقدها يوم الجمعة، إلا أن محامين رفضوا ذلك، معللين الأمر بوجود انتخابات هيئة المحامين. وكانت الجلسة شهدت زوال الثلاثاء مشادات بين هيئة الدفاع، ممثلة في النقيب عبد الرحيم الجامعي، وممثل النيابة العامة حكيم الوردي؛ وذلك بسبب رفض المحامي "استفزازات" ممثل الحق العام خلال مرافعة المحامية نعيمة الكلاف. وعرفت الجلسة الصباحية تقديم المحامية بشرى الرويسي مرافعة مطولة، استمرت زهاء ساعتين من الزمن، مستعرضة فيها، وهي تقدم دفوعات شكلية، ادعاءات تفيد تعرض المعتقلين للتعذيب والتعنيف.