بعد تسجيله عدد من الحالات خلال الشهر الماضي، يُواصل مرض "الليشمانيا" زحفه على زاكورة وإصابة عدد من أهاليها، خاصة الأطفال منهم، بالرغم من تحذيرات الجمعيات الحقوقية في المنطقة. وتسبب ارتفاع عدد حالات الإصابات هلعاً وسط السكان، خاصة بجماعة تنزولين، الذين عبّروا عن تخوفهم من هذا المرض الذي يشوّه أجساد أطفالهم، لا سيما أنّ هذا المرض الجلدي يظهر تقيحات متعفنة بمختلف أنحاء الجسم. محمد الغفيري، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، أوضح أنّه تمّ تسجيل حوالي 107 حالات إصابة في صفوف الأطفال، منذ بداية السنة الجارية إلى غاية 13 نونبر الماضي، مبرزاً أنّ الحالة الوبائية عرفت تحسناً كبيراً حيث تراجعت منذ 10 آلاف حالة سنة 2010 إلى 170 حالة فقط. وأبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، في تصريحات لهسبريس، أنّ الإقليم يحتل مراتب متدنية من حيث عدد المصابين، مقارنة مع المناطق التي تعرف انتشار المرض؛ غير أن "ارتفاع عدد الحالات المسجلة بجماعة تنزولين خلقت هلعاً، غير أن الأمر لا يدعو إلى القلق"، يقول الغفيري. وحمّل المتحدث أسباب انتشار المرض للجماعات المحلية والسكان معاً، حيث تعرف المنطقة انتشارا للأزبال والنفايات الحيوانية بسبب تربية البهائم بالقرب من المنازل، مبرزاً أنّه جرى إخضاع جميع الحالات للعلاج وتتبع حالتهم الصحية عن كثب. وأوضح المسؤول الإقليمي أن وزارة الصحة تجند كل سنة أطقمها الطبية للتصدي لهذا المرض، عبر القيام بحملات تحسيسية وتوعوية في معظم المدارس. كما أن الوزارة الوصية على القطاع الصحي تحاول توعية السكان بخطورة هذا المرض، وبالاحتياطات التي يجب اتخاذها من أجل تفادي هذا المرض الجلدي. ويعدّ داء "الليشمانيا" الجلدية، حسب بلاغ عن وزارة الصحة، من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة تسمى الذبابة الرملية التي تنقل المرض إلى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض (الجرذان) أو إنسان مريض، مبرزة أن هذا المرض لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه، إلا في بعض الحالات التي يمكن أن يترك هذا المرض ندوباً جلدية ناتجة عن تأخر المريض في طلب الاستشارة الطبيبة والعلاج. وأفادت الوزارة الوصية بأنّ الحملات تشمل الأطفال الممدرسين وسكان الدواوير الموبوءة بالأقاليم والعمالات التي يتوطن بها هذا المرض، حيث جرى فحص 29600 تلميذ بالمدارس الموجودة بالمناطق الموبوءة أي 60 في المائة من الفئة الممدرسة المستهدفة، والتكفل بأزيد من 8000 حالة وعلاجها مجاناً.