في قلب مدينة العيون، يوجد مركز لتصفية الدم، هو الوحيد في المغرب الذي يتوفّر على آلات تصفية الدم من سبْع علامات عالمية ذات جودة عالية، آخر صيحات ما أنتجته التكنولوجيا الطبية. يصف رشدي قدار، المدير الجهوي للصحة بجهة العيون، التي تضمّ أربعة أقاليم، التجهيزات الطبية المتطورة ذات الجودة العالية التي يتوفر عليها المركز ب"مرسيديس آلات تصفية الدم"، دلالة على الجودة العالية التي تتميّز بها هذه "الماركة" من السيارات الألمانية الشهيرة. يشتغل مركز تصفية الدم بالعيون 24 ساعة على 24، ويتوفّر على طاقم طبيّ وتمريضي قوامه ثلاثة أطباء، و22 مُمرّضا، في حين يصل عدد آلات تصفية الدم التي يتوفر عليها إلى 51 آلة، فضلا عن آلة أخرى تمَّ رصْدُها للحالات المستعجلة، تُشغّل إذا وفدتْ على المركز حالة طارئة. وبحسب المعلومات التي قدمتها الدكتورة إلهام عماد لوفْد من الخبراء والباحثين الذين شاركوا في الملتقى الدولي الخامس للداخلة، القادمين من 40 بلدا، فإنَّ عدد المرضى المستفيدين من علاج تصفية الدم بمركز العيون، الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن، يصل إلى 170 مريضا. غير أنَّ المركز لا يصفّي دمَ هؤلاء المرضى ال170 فقط، بل يقدّم خدماته أيضا للمرضى العابرين، وكذا الحالات المستعجلة؛ وهو ما يرفع عدد المستفيدين من خدمات مركز تصفية الدم بالعيون إلى 200 مريض. المركز سالف الذكر هو ثمرة شراكة وتعاون بين وزارة الصحة وجمعية ماسوم، وهما الجهتان اللتان تدبّران المركز، والمجالس المنتخبة، من مجلس الجهة والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي، والمكتب الشريف للفوسفاط، من خلال فرع فوس بوكراع، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي الجهات التي تُموّل المركز. ويتوفر مركز العيون لتصفية الدم، وهو من طابَقيْن، على قاعة للانتظار وقاعتين للاستراحة مخصصتين للمرضى والطاقم الطبي والتمريضي، كما يضمّ الصيدلية اليومية (Pharmacie du jour)، والمطبخ، والقاعة الكبرى التي يخضع فيها المرضى لتصفية الدم. حين بدأ العمل في المركز، لم يكن يتوفّر سوى على 17 آلة لتصفية الدم فقط، وسرعان ما تزايد العدد ليصل إلى 24 آلة، ثم إلى 34 آلة، قبل أن يستقرّ في 51 آلة، "هي آخر صيحات التكنولوجيا الموجودة في العالم أجمع"، يقول رشدي قدار بافتخار.