تسببت أكبر موجة تساقط ثلوج في المملكة المتحدة منذ أربع سنوات في اضطرابات واسعة في حركة النقل، الأحد، بينما أُلغيت أكثر من 300 رحلة جوية في أكبر مطار في ألمانيا، وأدت الرياح القوية إلى جنوح سفينة في ميناء كاليه الفرنسي. وعلق مئات المسافرين في مطار فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا، وكذلك في بريطانيا، ولجأ كثيرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم. وأدى تساقط الثلوج وتراكم الجليد على مدارج مطار فرانكفورت، أكبر مطار في ألمانيا، إلى إلغاء 300 رحلة جوية وتأجيل مئات الرحلات الأخرى. وقال ناطق باسم شركة "فرابورت" المشغلة للمطار ل"فرانس برس" إن 330 رحلة تم إلغاؤها بحلول الساعة الخامسة حسب التوقيت المحلي (16.00 ت غ) بعد أن هطلت الثلوج بغزارة وانخفضت درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في المنطقة المحيطة بالعاصمة المالية لألمانيا. وكان من المقرر أن تخرج 1260 رحلة من المطار، الذي يعد مركزا لعملاق النقل الجوي الألماني "لوفتهانزا". واستيقظ معظم الألمان، الأحد، على تساقط كثيف للثلوج ودرجات حرارة تقارب الصفر. واضطر مطار دوسلدورف إلى إغلاق أبوابه أربع ساعات بعد ظهر الأحد، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وفي ولاية شمال الراين-ويستفاليا، قررت السلطات إلغاء وتأجيل أو إعادة توجيه حركة القطارات. وعلّق مطار برمنغهام، الذي يخدم ثاني أكبر مدن البلاد، جميع الرحلات، صباح الأحد، فيما عمل الموظفون على فتح المدرج وسط تساقط كثيف للثلوج. وقالت ناطقة باسم المطار لوكالة "فرانس بريس" إنه يتوقع أن يعاد فتحه بعد الظهر. وأضافت أن المطار، الذي يستقبل عادة 30 ألف مسافر ومائتي رحلة في اليوم خلال شهر ديسمبر، حوّل 11 رحلة إلى وجهات أخرى، فيما يتوقع أن يتم إلغاء المزيد. أما مطار لندن لوتن، فأغلق مدرجه مدة ساعتين قبل أن يعيد فتحه حوالي الساعة 11.30 ت غ للطائرات المغادرة، وفقا لمتحدث باسمه. وبحلول بعد الظهر، أعيد فتح المطار للرحلات القادمة. وقال المتحدث إن "جميع الرحلات معرضة للتأخير أو الإلغاء". وأعرب الركاب الذين تأخرت رحلاتهم عن غضبهم عبر موقع "تويتر"، حيث كتب أحدهم أن المطار "أشبه بساحة حرب" جراء الفوضى. أما في ويلز (غرب) ووسط إنكلترا، وهي المناطق الأكثر تأثرا بالثلوج، فحثت الشرطة على عدم استخدام الطرقات إلا "للضرورات القصوى". وقال متحدث باسم وكالة "طرقات إنكلترا السريعة" إن حوادث مرورية "وقعت في كل أنحاء المنطقة". وبلغ ارتفاع الثلوج في متنزه بريكون بيكونز الوطني في ويلز 30 سم، فيما بلغ في كولسهيل بالقرب من برمنغهام 10 سم، حسب هيئة الطقس الرسمية. واستمر تساقط الثلوج خلال فترة بعد الظهر، مما زاد من احتمال أن تصبح الطرقات غير سالكة. وقال الناطق باسم مكتب الأرصاد الجوية أولي كلايدون "لقد تجاوزنا الأسوأ"، مضيفا أن معظم المناطق المتأثرة ستنعم "ببداية نهار مشمس الاثنين". وأضاف أن آخر مرة تساقطت الثلوج فيها بهذه الكثافة ببريطانيا كانت في مارس 2013 وشتاء عام 2010. وفي فرنسا، أعلنت السلطات أن سفينة تقل أكثر من 300 شخص جنحت، الأحد، في ميناء كاليه الفرنسي، نتيجة الرياح العنيفة التي ضربت المنطقة دون وقوع إصابات، أعيدت إلى مرفئها بعد عملية استغرقت ساعات عدة. وفي المساء، سحبت أربع قاطرات السفينة بعد تعويمها، رغم عطل جزئي في المحركات، لإعادتها إلى المرفأ. وصرح رئيس مديرية بادو كاليه أن "الركاب ال208 تمكنوا من النزول منها، وحركة الملاحة تستأنف تدريجيا". ووقع الحادث قرابة الساعة 11.35 حسب التوقيت المحلي (10.35 ت غ)، بينما كانت السفينة تحاول الخروج من الميناء. ومرفأ كاليه أحد أكبر المرافئ في أوروبا على صعيد المسافرين، ويشكل نقطة عبور مميزة بين القارة وبريطانيا. واستخدم أكثر من تسعة ملايين مسافر المرفأ لعبور المانش في 2016، كما تفيد الأرقام الرسمية. وفي المناطق الشمالية، انقطعت الكهرباء عن نحو 20 ألف منزل بسبب الرياح العاتية، التي أثرت على خطوط إمدادات الكهرباء، حسب ما أعلنت شركة "أنيديس" المزودة للطاقة. وأدت الأمطار الغزيرة أيضا إلى إغلاق مطارين في جزيرة كورسيكا الفرنسية في البحر المتوسط، بينهما المطار الذي يخدم العاصمة أجاكس.