أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن عقارًا يستخدم في علاج السرطان، يمكن أن يساعد أيضًا في علاج مرض هنتنغتون، الذي لا تتوافر له علاجات معتمدة حتى الآن. الدراسة قادها باحثون بكلية الطب جامعة ديوك الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Science Translational Medicine) العلمية. وأجرى فريق البحث دراسته لاختبار فاعلية عقار "بيكساروتين" (Bexarotene) المضاد للأورام السرطانية، في علاج مرض هنتنجتون. وأجريت الدراسة على مجموعة من الفئران المصابة بمرض هنتنجتون، ووجدوا أن الفئران التي عولجت بالعقار أصبحت أكثر قدرة على الحركة، وعاشت لفترة أطول مقارنة مع الفئران التي لم تعالج بالعقار. وأشار الباحثون، إلى أن نتائج الدراسة واعدة، ليس بسبب فاعلية العقار وحسب، بل من أجل الآلية التي عمل عليها العقار. وشددوا على أن المسارات الآلية التي يستهدفها هذا العقار لها علاقة بالاضطرابات العصبية التي يسببها داء هنتنجتون. لكن في المقابل، قال الفريق "رغم أن النتائج واعدة، فإن الأفراد الذين يعانون من مرض هنتنجتون، لا يجب عليهم أن يتعجلوا في تناول العقار، لأن اعتماده للمرضى بشكل رسمي سيحتاج لإجراء بحوث مستقبلية أولًا، لتحديد كيفية استخدام هذه الأدوية لدى البشر". وداء هنتنجتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في المخ، ويبدأ بشكل تدريجي بحركات تشنجية يصاحبها تغيرات عقلية كفقدان الذاكرة واضطراب الشخصية. ويسبب المرض تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، ونتيجة لذلك تظهر حركات لا إرادية واضطرابات عاطفية وتدهور في الحالة العقلية، ويصاب المريض بالخرف، وفقد الذاكرة. وتم اكتشاف المرض لأول مرة عام 1872 على يد الطبيب الأمريكي جورج هنتنجتون ومن هنا اكتسب المرض هذا الاسم.