يبدو أن مؤتمر حزب العدالة والتنمية قطع الشك باليقين في استمرار أمينه العام، عبد الإله بنكيران، زعيما ل"إخوان المغرب"، بعد مصادقة أغلبية مؤتمريه، الذين تجاوز عددهم ال2300 مؤتمر، على مشروع تعديل النظام الأساسي للحزب، الذي لم يتضمن نقطة "التمديد" لبنكيران لولاية ثالثة، بعد حسم سابق للمجلس الوطني قبل أيام. وتضمنت كلمة بنكيران في افتتاح المؤتمر الوطني، صباح اليوم السبت بالرباط، إشارة واضحة إلى الحسم في تنحيه عن مسؤولية "الأمين العام" لولاية ثالثة، بعد نقاش داخلي محموم انطلق منذ واقعة إعفائه من طرف الملك محمد السادس من رئاسة الحكومة وتشكيل الأغلبية في مارس الماضي، حيث قال: "لا تفسدوا العرس فموعدكم هو مع ما هو قادم، والقانون هو الذي صادق عليه المجلس الوطني؛ فلا تضيعوا الوقت". في سياق ذلك، قال جامع المعتصم، رئيس المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الأخير يعيش "مخاضا سياسيا عسيرا تعرض إثره لمناورات تستهدف المس بوحدته وإضعاف تماسكه الداخلي"، مشيرا إلى وجود ما وصفه "تجاذبات وممارسات غير مألوفة داخل الصف الداخلي للحزب، لكن لطف الله وتعقل قيادة الحزب وعموم مناضلي الحزب فوت الفرصة على المتربصين". وأورد القيادي في "العدالة والتنمية" أن الأخير تمكن، بفضل بنكيران، من "تجاوز المحطات الحرجة والدقيقة والخطيرة، منها الإعفاء من رئاسة الحكومة وتعيين الأخ سعد الدين العثماني، ومحطة تشكيل الأغلبية الحكومية الجديدة ومحطة النقاش الداخلي حول تعديل النظام الأساسي الذي حسمه المجلس الوطني الأخير"، موضحا أن بنكيران "قاد نجاحات الحزب في مختلف الاستحقاقات الانتخابية والسياسية". وفيما يشبه تكريما لبنكيران، وسط شعارات تهتم باسم "زعيم إخوان المغرب"، نوه المعتصم بما وصفه "الدور الريادي وأخلاقيات الأخ والزعيم بنكيران"، مشيرا إلى دوره في "الحرص على صون مشروعية مختلف المؤسسات الحزبية ومكتسب الخيار الديمقراطي وتدبير الاختلاف في الآراء داخل المؤسسات واتخاذ قرارات مستقلة، التي أوصلتنا إلى محطة المؤتمر الوطني الثامن". وتستمر فعاليات المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية، الذي انطلق صباح اليوم السبت تحت شعار: "جميعا لمواصلة البناء الديمقراطي"، بمناقشة وثائق تتعلق ب"مشروع ورقة توجهات وأولويات المرحلة"، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني الجديد، فيما تخصص جلسة يوم غد الأحد لعملية انتخاب الأمين العام الجديد الذي سيخلف بنكيران في المرحلة القادمة. في سياق ذلك، كشف عبد القادر اعمارة، أمين المال للحزب، أن موارد "المصباح" خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت 119 مليون درهم، بمتوسط سنوي بلغ 24 مليون درهم، مقابل 22 مليون درهم أنفقها سنويا منذ 2012، فيما أورد أن دعم الدولة بلغ 65 مليون درهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينما شكلت مساهمات منتخبي "العدالة والتنمية" ما قدره 45 مليون درهم.